هل كنت أستحق كل هذا الألم ؟
(0)    
المرتبة: 224,045
تاريخ النشر: 14/10/2025
الناشر: دار ببلومانيا للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:كان الجوُّ شديدَ الحرارةِ في ذلك اليومِ من شهرِ أغسطسَ، حتّى شعرتُ أنّ أنفاسي تكادُ تختنقُ من شدَّةِ الحرِّ والرطوبةِ، كانت رائحةُ العَرَقِ والأجسادِ المتلاصقةِ في عربةِ الترحيلاتِ تزيدُ من إحساسي بالاختناقِ والضياعِ، أنظرُ حولي ولا أكادُ أتبيّنُ وجوهَ مَنْ معي، كأنَّني في حلمٍ غريبٍ أو رُبَّما كابوسٍ لا أستطيعُ ...الاستيقاظَ منه، لا أعرفُ ما الذي جاءَ بي إلى هنا سوى أنَّني استيقظتُ لأجدَ نفسي في قسمِ الشرطةِ، متّهمًا بجريمةِ قتلِ امرأةٍ يقولون إنَّها طليقتي، لكنَّني لا أتذكّرُ وجهها، ولا اسمَها، ولا حتّى حياتي معها.
دخلنا إلى قاعةِ المحكمةِ التي كانت ممتلئةً عن آخرِها، ثمَّ قاموا بإدخالنا إلى قفصِ المتّهمين، شعرتُ بالدُّوارِ الشديدِ، فأنا لا أحتملُ الحرارةَ العاليةَ، ورحتُ أتأمّلُ وجوهَ الحاضرين عَلِّي أتمكّنُ من تذكّرِ أيِّ شيءٍ.
شاهدتُ أُمّي وإخوتي بينَ الحاضرين، واثنين من أعمامي، وفجأةً رأيتُ فتاةً مراهقةً تقفُ صارخةً في وجهي ودموعُها تنهمرُ بغزارةٍ وهي تقولُ بصوتٍ مُرتجفٍ:
– ربنا ينتقم مِنَّك! قَتَلْت ماما ليه؟ هيَّ عَمِتلَك إيه عشان تِقتِلها؟!
شعرتُ بقلبي ينتفضُ في صدري من أثرِ كلماتِها، وأخذتُ أتساءلُ في نفسي بذُهولٍ: «هل يُمكنُ أنْ تكونَ هذه ابنتي؟! كيفَ يمكنُني أن أقتلَ أمَّها؟ كيف أنسى وجهًا كهذا؟«. إقرأ المزيد