تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: الترجمان للترجمة والنشر
نبذة الناشر:على عكس التصور السائد عن أن السلطة تقوم على استخدام العنف أو التهديد به وفقًا للنظرية الكلاسيكية لدى " ماكس فيبر " و" توماس هوبز" يؤسس ميشائيل باون لنظريته عن أن السلطة تقوم على الذكاء الاجتماعي، أي قدرة البشر المتطورة عبر خبراتنا الطويلة على تجنب الصراعات العنيفة وتنسيق الحياة الاجتماعية، ...وأن هذا الذكاء الاجتماعي يواجه متطلبات وتحديات أكبر كلما ازداد تعقيد المجتمع، ويعتمد باون مبدأ التوافق الذي سبق وأن طرحته " حنا أرندت "، لكنه يحاول تغطية ثغرات نظرية التوافق مستنداً إلى نتائج الدراسات الاجتماعية والنفسية والتاريخية حول سلوك الجماعات البشرية في حالات الصراع وفي تأسيس هياكل السلطة، وبناءً على هذا التحليل يرى باون أن المجتمعات الغربية الديموقراطية تواجه خطر انهيار ديموقراطيتها نتيجة لزيادة التحديات المطروحة على " الذكاء الاجتماعي "، وأحد أعراض ذلك الخطر صعود ما يسمى بتيار" الشعبوية اليمينية " في أوروبا والولايات المتحدة منذ أوائل السبعينيات وما بعدها، ومن أشهر رموزه حالة الرئيس الأمريكي (السابق-الحالي) دونالد ترامب وأنصاره.
في هذا السياق يثبت المؤلف أن الضغوط الخارجية التي عززت التماسك الاجتماعي وعلاقات التعاون داخل الجماعة البشرية كانت سببا لنشأة الهياكل الديمقراطية، ويتوافق معها أيضا ضرورة توافر قدر معقول من المساواة الاقتصادية بين شرائح المجتمع، وهذان العاملان (الضغوط الخارجية والمساواة الاقتصادية) كانا أيضًا السبب في التوافق الاجتماعي والسياسي الذي شهدته أوروبا ما بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، وبالتالي لم تكن الرؤى أو الأهداف التي تحققت في فترة ما بعد الحرب هي الجديد؛ بل الجديد هو أن الرؤى والبرامج التي عرفت منذ فترة طويلة أصبحت فجأة تحظى بقبول الأغلبية، وفي إطار زمني ضيق للغاية في كثير من الدول "، ثم نتيجة لتغيير الظروف الحاكمة وانحسار الضغوط الخارجية -مع انهيار حلف وارسو- وارتفاع معدلات عدم المساواة الاقتصادية أصبحت الهياكل الديمقراطية بالتالي مهددة.
المؤلف
ميشائيل باون من مواليد كريفيلد بألمانيا عام 1956، أستاذ زائر في جامعات أمريكية وألمانية، وحصل على جائزة إرنست بلوخ عام 1997، يعمل أستاذاً للفلسفة في جامعة أوتو فون جيريك ماجديبورج، صدر له العديد من المؤلفات في فلسفة العقل والفلسفة الثقافية وعلم الجمال وفلسفة التاريخ. إقرأ المزيد