المستقبل للإسلام الروحاني
(0)    
المرتبة: 47,263
تاريخ النشر: 04/05/2016
الناشر: نبض للنشر والتوزيع، المركز القومي للترجمة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:بوصفه مسلما صوفيا يطرح إريك يونس جوفروا سؤال الإصلاح الديني لا على التصوف ودوره الروحاني فحسب، بل على الفكر الإسلامي الذي أضحى، بسبب شروط العولمة، غير منفصل عن بقية العالم بحيث سارت قضيته تهم الآخر وتؤثر فيه. يتهم الفكر الإسلامي بالتكلس فالتحجر ويرجعه إلى تغيرات خارجية وداخلية؛ جيوبولتيكية وثقافية واجتماعية ...سلبية أدت إلى تقليص العقلية الدينية إلى المستوى المدرسي وانقباض العقل الفقهي وغرقه في الفتاوى المعيارية القسرية التي شلت الحياة والطاقات الإبداعية، فكان أن تذبذبت المجتمعات الإسلامي بين الانبهار والتقليد وبين الحقد الأعمى على الغرب الذي اجتاحته عدمية ما بعد الحداثة والفردية الأنانية؛ فصار في حاجة ملحة إلى الروحانية التي تحرر وتضفي على الحياة معنى. وللوصول إلى المعنى الأصلي وفهم الآيات المبثوثة في الكون يحتاج المسلم إلى علم التأويل الذي يتحدث عنه الصوفيون؛ فوحدها الجرأة التأويلية القادرة على تمكيننا جميعا كبشر من الاستمرار في الحياة انطلاقا من المستويين البيولوجي والمادي.
من هنا تأتي أهمية فحص القيم الأساسية في الإسلام التي كان فهمها من قبل المسلمين مبتورا أو منحرفا أو مقلوبا بغرض ترميم المعنى لبعث المنهجية الإسلامية الأصيلة من مرقدها وإعادة التوازن بين العقل الذي وُضع في خدمة المماحكات الفارغة "لحراس الشريعة"، وبين العقل الحر والمنفتح. ولكن أية مساعدة، وأية تغذية روحية يمكن أن ننتظرها من التصوف التاريخي الإسلامي الذي طالما هاجموه واستسخفوه في صيغته الطرقية على وجه الخصوص؟ فحتى هذه الروحانية الصوفية شهدت عكسا للقيم أيضا، وصارت بالتالي في حاجة إلى إصلاح أو ترميم للمعنى. ما ننتظره من التصوف في عصرنا الحالي هو تجاوز متواصل للقوالب الذهنية، التقوية، الروتينية. وعلى هذا النحو نستطيع أن نحياه ونعيشه في مناخنا الحالي هنا والآن. وهذا ما يدعوه بالأصولية الروحانية المضادة للأصولية الدينية التي تتشبث بحرفية النص: أي بسياق تاريخي مضى وانقضى ولم يعد يعنينا أبدا اليوم. إقرأ المزيد