تاريخ النشر: 11/02/2014
الناشر: دار النيل للنشر
نبذة الناشر:سؤال: من له أن يشفع؟ وإلى أي مدى؟
الجواب: الشفاعة للأنبياء والأولياء والشهداء، كل حسب مقامه الذي أقامه الله تعالى فيه، وأعلاها لرسول الله صاحب الفطنة العظمى، فقد كانت لكل نبي دعوة مستجابة أي شفاعة شفع بها في الدنيا، أما رسول الله فادخرها للآخرة، فهو في الآخرة صاحب الشفاعة العظمى؛ إذ ...ستجتمع أمته "الحمادون" تحت "لواء الحمد"، فيشفع صاحب "المقام المحمود"، وينال كل فرد من هذه الأمة المحمدية ما يستحقه منها، فينجو ويفوز.
وتأتي بحسب مشيئة الله ولهذه الشفاعة حدود بلا ريب، فالشفاعة تأتي بحسب مشيئة الله تعالى وبإذنه فقط: ﴿من ذا الّذي يشفع عنده إلا بإذنه) لو تركت الشفاعة للعواطف لاحتمل أن يستفيد منها الكافر الذي يحمل أعظم الذنوب وانتهك حقوق الخلق، إذ ارتكب جريمة كبرى بسعة الكون عندما أَنكر كل نظام وحكمة وجمال لله تعالى واستخف وحرف، فالرحمة بهذه الروح السوداء المظلمة التي تلطخت كل لحظة من حياتها بمئات الجرائم سوء أدب مع الله باسم المرحمة.
من موازين الشفاعة التي وضعها الحق تعالى أن يكون المشفوع له مستحقًا لهذه الشفاعة، وإلى هذا تشير الآية الكريمة: ﴿فما تنفعهم شفاعة الشافعين﴾ (سورة المدثِر: 74 /48)؛ فبهذا نعلم أن للشفاعة حدودًا وليست للناس جميعًا، ولا قطع بقبول الشفاعة؛ فالأساس هنا هي المشيئة الإلهية القائمة في كل شأن وأمر، فالكافر يخرجه كفره عن دائرة الشفاعة من البداية؛ فلا يستطيع أحد أن يشفع له، ولا تقبل منه هذه الشفاعة إن قام بها. إقرأ المزيد