منهاج العابدين " أخر تصنيف لحجة الإسلام أبي حامد الغزالى "
(0)    
المرتبة: 141,446
تاريخ النشر: 01/01/2010
الناشر: المكتب الجامعي الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون 10 أيام
نبذة المؤلف:اعلموا إخواني أسعدكم الله وإياي بمرضاته، أن العبادة ثمرة العلم وفائدة العمر، وحاصل العبد، وبضاعة الأولياء، وطريق الأقوياء، وقسمة الآخرة ومقصد ذوي الهمة، وشعار الكرم، وخرقة الرجال، واختيار ذوي الأبصار وهي سبيل السعادة ومنهاج الجنة.
فقال تعالى (أنا ربكم فاعبدون). وتأملنا طريقها من مبادئها إلى مقاصدها التي هي أماني سالكيها، فإذا ...هي طريق وعر وصعب كثيرة القضاة، شديدة المشقاة، بعيدة المسافات، عظيمة الآفات، كثيرة العوائق، والموانع وهكذا يجب أن تكون؛ لأنها طريق الجنة، فيصير تصديقاً لما قاله رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (إن الجنة خفت بالمكاره وإن النار خفت بالشهوات). والطاعة هي المراد، فلابد منها، ولا مراد لها، فمن ظفر بها فقد فاز وسعد أبد الآبدين، ومن فاته ذلك خسر مع الخاسرين، وهلك مع الهالكين.
مضار هذا الخطب إذن والله معضلاً، والخطر عظيماً، ولذلك عز من يقصد هذا الطريق وقل. ومن القاصدين من سيسلكه ثم عز من يصل إلى المقصود، ويظفر بالمطلوب، وهم الأعزة الذين اصطفاهم الله عز وجل بمعرفته ومحبته.
ولما وجدنا هذا الطريق بهذه الصفة، نظرنا، فأمعنا النظر في كيفية قطعها، وما يحتاج إليه العبد من الأهبة ولعدة والحيلة، من علم وعمل عسى أن يقطعها بحسن توفيق الله تعالى في سلامة، ولا ينقطع في عقباتها المهلكة فيهلك مع الهالكين والعياذ بالله. إقرأ المزيد