الإندو-باسيفيك ؛ التنافس الدولي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ
(0)    
المرتبة: 66,491
تاريخ النشر: 07/06/2023
الناشر: مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة
نبذة المؤلف:هيمن مصطلح "التنافس" على الخطاب السياسي الدولي في السنوات الأخيرة، وذلك في انعكاس لواقع التفاعلات بين القوى الكبرى، حيث تتقاطع وتتضارب المصالح، بالرغم من تزايد الإعتماد المتبادل بينها.
يبرز في هذا الإطار، استخدام المسؤولين الأمريكيين لمصطلح "التنافس" عند حديثهم عن العلاقات مع الصين، ففي خطابه بقمة شرق آسيا، في كمبوديا، في ...نوفمبر 2022، علق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على العلاقة بين واشنطن وبكين، بالقول: "إن الولايات المتحدة سوف تتنافس بنشاط مع جمهورية الصين، مع إبقاء خطوط الإتصال مفتوحة، مع ضمان عدم تحول المنافسة إلى صراع".
ويُلاحظ أن استخدام الفاعلين الدوليين لمصطلح المنافسة في توصيف علاقاتهم مع بعضهم بعضاً، يهدف بالأساس للحيلولة دون تحول الخلافات بينهم إلى صراع مفتوح قد يترتب عليه خسائر متبادلة.
إذ إن التنافس، في أحد تعريفاته، مرحلة سابقة للصراع، وهو ما يظهر في حالة الصين والولايات المتحدة، ففي الوقت الذي تصف فيه واشنطن العلاقة مع بكين بأنها "منافسة استراتيجية"، تؤكد أنها لا تسعى للصدام أو الدخول في صراع معها.
ويُقصد بالتنافس الدولي أنه "حالة من الإختلاف بين الدول لا تصل إلى مرحلة الصراع، وتأخذ أبعاداً اقتصادية أو سياسية لتحقيق مصالح ومكانة في الإطار الدولي أو الإقليمي"، ويُقصد به أيضاً "الإختلالات الموجودة في المجتمع الدولي، والتي يمكن أن تتضخم وتأخذ شكل صراع إذا لم تتم معالجتها".
ومن ثم، يختلف مفهوم "التنافس" عن مفهوم "الصراع"، إذ إن الأخير يعني "صدام بين طرفين أو أكثر من القوى أو الأفراد، يحاول فيه كل طرف تحقيق أهدافه أو منع الطرف الآخر من تحقيق ذلك بمختلف الوسائل، وقد يكون مباشراً أو غير مباشر، سلمياً أو مسلحاً".
وتأسيساً على ذلك، يأتي هذا الكتاب الذي يتناول التنافس الدولي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والذي تصاعد، في السنوات الأخيرة، وامتد ليشمل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وعلى الرغم من أن التنافس الدولي يشمل أقاليم ومناطق العالم المختلفة، كالشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، والبلقان، والقوقاز، وحتى أوروبا، التي تحول التنافس فيها إلى صراع باندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، فإن تركيز الكتاب انصب على منطقة الإندو - باسيفيك؛ نظراً لأهميتها الجيوستراتيجية المتصاعدة، وباعتبارها ميداناً لاختبار نفوذ القوى الكبرى، لتصبح أحد المحددات الرئيسية لمستقبل انتقال القوة في النظام الدولي، سواءً نحو تعددية قطبية بين الولايات المتحدة والصين وروسيا أو ثنائية قطبية بين الولايات المتحدة والصين. إقرأ المزيد