تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: المجمع الثقافي
نبذة نيل وفرات:كانت الحياة أبسط بكثير منها في أيامنا هذه. وكان للفواكه والخضار مواسمها المعروفة، وكان الدجاج يركض في المزارع، والأبقار تأكل الحشائش في المراعي، وكان سمك السلمون وحشياً وطليقاً، وكان الخبز يحضر بطرق أصيلة. أما هذه الأيام فلا يوجد معنى للفصول عندما تشتري التوت الأحمر في أعياد الميلاد والفلفل الأوروبي ...في شهر كانون الثاني وفي الوقت نفسه يقضي معظم الدجاج البياض حياته داخل الحاضنات. أما الأبقار فقد تم تحويلها إلى آلات للحلب تعيش في داخل أماكن مخصصة تأكل العلف. وينتج معظم أسماك السلمون عن طريق التكاثر الاصطناعي، وتتم صناعة الخبز بواسطة الضغط على زر معين هناك الكثير من الاستقطاب لأنواع الغذاء الذي نتناوله، ولكن الشيء الجيد هنا هو العودة إلى المبادئ التقليدية في تربية الحيوانات والعناية في إنتاج المواد الغذائية والتي ظهرت نتيجة بروز عدد متزايد من المنتجين، فالكثير من هؤلاء المزارعين قد اكتشفوا النسل المجرب والمعتمد عليه، وأنواع الفواكه والخضر ذات النكهة المميزة، والطعام المعد بمهارة فنية، يقوم المستهلكون بشراء هذه المواد الغذائية بلهفة نظراً لوجودها بكثرة على رفوف المتاجر والمحلات، وهي الأغذية الناتجة عن الزراعة المكثفة والطعام الذي تمت معالجته بسلسلة من العمليات الصناعية حيث تمتاز محتوياتها الخام بكونها رديئة ومنتجة صناعياً أو داخل مختبرات بدلاً من المطابخ.
لقد أحدث علم الهندسة الوراثية تراكيب غريبة تجعل من الأصناف والألوان الغذائية القديمة أشياء تافهة. ولذلك فإن تكنولوجيا الجينات تقوم بصورة بطيئة بتطبيق النظريات العلمية على المواد الغذائية اليومية. ضمن هذا الإطار يأتي كتاب "الغذاء الذي نتناوله" حيث يتناول مواضيع حول جودة الغذاء وطريقة تمييزها والهدف تبسيط هذه العملية عن طريق البحث والتدقيق في جميع المواد الغذائية التي نشتريها بصورة مستمرة. يبحث الكتاب في كيفية تماثل كل واحدة من هذه المواد الغذائية مع احتياجات المستهلك الحديث، والتي يكون الطلب عليها كبيراً سليماً، ذا نوعية ممتازة، نافعاً للصحة ومغذياً. وهو الطعام الناتج من احترام العمال في المصانع والبيئة. والغاية من كل هذا تقوية اهتمام المستهلك بالمعلومات عن هذه المواد الغذائية لكي يستطيع أن يقوم بالاختبار الإيجابي من بين الأنواع الكثيرة والمتنوعة على رفوف المحلات. إقرأ المزيد