تاريخ النشر: 19/04/2010
الناشر: دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:تطلّ من زمن إلى آخر أعمال تقتحم المحظور وتقول كلمتها غير عابئة بالمحظورات، وتعبّر عن المسكوت عنه بصدق بعد أن طغى الكلام على المسموح به، ومن هذه الأعمال "مذكرات الجرذان الغريقة" للروائي وائل رداد الذي يقارب موضوع الثورات العربية إحدى زوايا مثلث الممنوعات في عالمنا العربي.
والرواية تتحدث ...عن وقائع تقترب من الحقيقة صاغها الروائي بأسلوب الفن الروائي القائم على تقنية الإسترجاع والتذكر ليرسم مصائر أربعة أصدقاء من مدينة جرش، حياتهم هي نتاج الحياة الجديدة وتحولاتها، والتي تركت بصماتها السلبية على أحلامهم ومشاريعهم فتحولوا إلى تلمس طريق الخروج من الفراغ والقلق، وإذا بهم قد نزلواى إلى قاع مستنقع حوّلهم من أبطال محتملين إلى ما يشبه جرذاناً مذعورين ... وكأي حالة نموذجية لـ اللابطل يقف كل واحد من الأصدقاء الأربعة أمام خيارين؛ إما القبول بقدر من الواضح أنه مأساوي ودون فسحة أمل، أو المغامرة باختيار المصير الخاص، وهو بدوره لا يخلو من قتامة وغموض، لكن امتيازه أنه إختياري ويتيح فسحة من حرية وجزءاً من حق الرأي والتعبير.
وهكذا، يكون الخطاب مكمّلاً للحكاية، حكاية أحلام تنقصف، وإحباطات متوالدة، ويبقى السؤال، هل يستطيع الأدب، إصلاح ما أفسدته السياسة؛ حسبه أن يحاول. نبذة الناشر:عشنا أربعتنا في غرفة ضيقة نوعاً، ذات سقف مهمته في الشتاء أن يعمل كمصفاة لماء المطر الذي تتلقاه الأوعية والأواني الموزعة بعناية، أجرتنا إياها أرملة بدينة في الأربعينات من عمرها... كانت سيدة باردة ذات لسان سليط، لكنها لم ترفع قيمة الإيجار علينا لحسن الحظ؛ ثم أتت النيران فالتهمت كل شيء... الأغراض، الغرف، البناية، وحتى السيدة عفاف البدينة ذات اللسان السليط.
كنا نتأمل المنظر بوجوه كالحة، رجال الإطفاء بمعداتهم القديمة ووصولهم المتأخر لم يفلحوا في إنقاذ شيء، ولم يتحرك أحد لنجدة الأرملة اليائسة لضراوة الحريق الذي وقع بإهمال منها كما علمنا لاحقاً.
اجتمعنا في المقهى على منضدة دائرية صغيرة لكي نفكر في حل للمشكلة التي وجدنا أنفسنا بها... "نرحل" قالها سوار بعد صمت مقبض فأومأ كهف برأسه مؤيداً وهو يعقب واجما: لا مناص لا يوجد حل آخر.
في حين اكتفى خريق بالصمت كدأبه فصنعت مثله؛ فقد كنت أثق برأيهما واعتبره الفيصل، لم يكن يثق بأحكامه الشخصية كثيراً عندما كنا معاً لذا كان رأيه من رأي... إقرأ المزيد