تاريخ النشر: 12/06/2017
الناشر: جميرا للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:شكل خمسة أشخاص نجمة خماسية حول تلّ محفور تشكّل، هم فقط عرفوا بأنه كان قبراً، كان الحفر في أرض متجمدة تحت طبقات من الجليد، وبينما الثلج يتساقط أمراً شبيهاً بمن يحاول تحت حجر، لكن سبق أن أخذ كل واحد منها منعطفاً، كانت حفرة بمقاس شخص بالغ وتستغرق وقتاً أطول.
مُرّرت ...المجرفة من قبضة إلى قبضة، كان البعض متردّداً، مجبراً، وآخرون كانوا أكثر ثباتاً لا أحد قاوم، ولا أحد تكلم، كلهم كانوا يعرفون براءة الحياة التي سُئلت، لكن سبق أن عُقد الإتفاق، سَتُدْفن أسِرارهم.
انحنت خمسة رؤوس بإتجاه رقعة الأرض المتسخة، متخيلين الجسد الموارى تحت التراب الذي أصبح يتلألأ بالفعل، بجليد جديد؛ وفي الوقت الذي غطت فيه رقائق الثلج رأس القبر، سرت قشعريرة في أجساد أفراد المجموعة، تغرق الأشخاص الخمسة، وطئت آثار أقدامهم على درب نجمة نضرة وتفتت في الثلج.
لقد تم التنفيذ "بلاك كاونتري"، في الوقت الحاضر، شعرت تيريزا وايت بشعورٍ لا تفسير له، بأن هذه الليلة ستكون ليلتها الأخيرة، أغلقت التلفزيون فعمّ البيت الهدوء، لم يكن الصمت الطبيعي نفسه الذي يخيم عادة كل مساء، بينما تسترضي محاولة النوم، لم تكن تيريزا متأكدة مما تتوقع مشاهدته في نشرة الأخبار التي تبث في ساعة متأخرة من الليل.
فقد سبق أن أذاعوا عناوين الأخبار في أخبار المساء المحلية، ربما أملت وقوع معجزة، أو حصول تراجع ما في اللحظة الأخيرة، منذ أول طلب قُدِّم منذ سنتين، شعرت تيريزا بأنها كانت مثل سجين محكوم عليه بالإعدام، يأتي الحراس بشكل ودي ويأخذونها إلى كرسيّ الإعدام، ثم يعيدها القدر إلى أمان الزنزانة، لكن هذه المرة كانت نهائية.
عرفت تيريزا أنه لن يكن هناك المزيد من الإعتراضات، لن يكون هناك مزيد من التأخيرات، تساءلت إن كان الآخرون شاهدوا الأخبار، هل شعروا بمثلما شعرت؟ هل كانوا ليعترفوا بأن مشرعهم الأولى لم تكن مشاعر ندم، بل رغبة في حمايةٍ للنفس؟ هل كانت تيريزا لتكون شخصاً ألطف، لو كان لديها بعض من الضمير الحيّ مدفوناً تحت شعورها بالخوف على نفسها؟.
لكن هذا الشعور لم يكن موجوداً، لو لم تساير الخطة، لحُطّمت، قالت في نفسها، كان اسم "تيريزا وايت" سيُذكر مصحوباً بالإشمئزاز، بدلاً من الإحترام الذي تمتع به الآن، لم يكن لتيريزا أي شك في أن الشكوى ستؤخذ على محمل الجدّ.
صحيح أن المصدر كان مخادعاً لكنه قابلاً للتصديق، لكن هذا المصدر تم إسكاته مرة وإلى الأبد، وهذا شيء لم تكن تيريزا تملك حياله أي ندم، لكن الآنا، ومرة أخرى، ومنذ السنوات التي تلت كريستوود كانت معدتها تنقبض لرؤية مشية مشابهة، أو لون شعر مشابه، أو إحالةٍ للرأس نفسها... شعرت تيريزا بأن حياتها قد انقسمت إلى قسمين: سبع وثلاثون سنة "ق. ك" مثلما كانت تسمي حياتها قبل كريستوود. إقرأ المزيد