المفكرة الباريسية ؛ مشاهد وتأملات في أدب الرحلات
(0)    
المرتبة: 25,556
تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: دار البنان
نبذة نيل وفرات:إن قيمة الرحلات منوطة بالرحّالة. ولا رحّالة من دون عقلٍ حسّاس مرن، سريع التأثر، دقيق التحليل، بارع التصوير، ينقل انطباعاته على الورق؛ فيغدو الورق بحراً، والكلمات أمواجاً، والمعاني سفناً. وليست القدمان وحدهما هما اللتين تستطيعان السفر والتنقل؛ فالعينان قد تحملاننا أبعد من القدمين وأسرع.
والرحلة الناجحة "تفرض الأناقة ...في تخيّر المفردات، وصياغة العبارات، وتنسيق الفصول. والإثارة فيها متأتية من الوصف الطريف للواقع، والسّرد الفني للمغامرة الإنسانية". ومن أشكال أدب الرحلات يوميات الرحلة؛ وهي سجل يومي لمراحل الرحلة، والأنشطة الشخصية لكاتبها، وانطباعاته وتأملاته. وغالباً ما تكون يوميات الرحلة مكتوبة بأسلوب الشذرات، مجزأة كمراحل الحياة. ومن الرحلات التي جاءت على هيئة يوميات أو مذكرات رحلة تشارلز داروين حول العالم، والتي استغرقت خمس سنوات متتالية (1832-1837).
والأصل في يوميات الرحلة، كما في اليوميات عموماً، ألاّ تكون معدة للنشر، يناجي فيها الكاتب نفسه مناجاة ساكنة عذبة رقيقة، من غير قناع، ناثراً تفاصيل يومه. ولكن، كثيراً ما يعمد المؤلف إلى نشر يومياته إذا اشتملت على ما قد يهم الناس.
انطوى كتاب المفكرة الباريسية على فصول خمسة، هي مراحل الرحلة التي قام بها المؤلف إلى العاصمة الفرنسية خلال أصياف الأعوام الممتدة من 2004 إلى 2008. وقد استقل كل عام بفصل. واستغرق العمل في هذه الفصول زُهاء تسع سنوات، في فترات متقطعة. نبذة الناشر:العالَم أقطارٌ وبِحار، جبالُ وأنهار، كأنّه "صندوق فرجة" مملوءٌ بالطّرائف، والإنسان مفطورٌ على التّنقل والتّرحال والسّفر، كان صيّاداً يرحل من مكان إلى مكان، وكان راعياً، موطِنُه ظَهْرُ الجَمَل.
وابتدعتِ المخيّلةُ البشريّة شخصيّةَ السّندباد، أنموذج المغامرة والكفاح والتّوق إلى المعرفة؛ قضى عمرَه في الخطر ومصاعبِ السّفر، كأنّما هو يرى في الإستقرار موتَ الإنسان، وفي المخاطرة حياتَه.
قيمةُ الرّحلات مَنوطةٌ بالرّحّالة، ولا رحّالة من دون عقلٍ حسّاسٍ مَرِن، سريع التّأثّر، دقيق التّحليل، بارع التّصوير، ينقل إنطباعاتِه على الورق، فيغدو الورقُ بحراً، والكلماتُ أمواجاً، والمعاني سفناً، وليست القَدَمان وحدَهما هما اللّتين تستطيعان السّفر والتّنقّل، فالعينان قد تحملاتِنا أبعدَ من القدَمَيْنِ وأسرع.
انطوى كتاب "المفكَّرة الباريسيّة" على فصولٍ خمسة، هي مراحل الرّحلة الّتي قمتُ بها إلى العاصمة الفرنسيّة خلال أصياف الأعوام الممتدّة من 2004 إلى 2008، وقد استقلّ كلّ عام بفصل، واستغرق العمل في هذه الفصول زُهاء تسع سنوات، في فتراتٍ منقطّعة. إقرأ المزيد