الرشيد إدريس في طريق الجمهورية - مذكرات
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الغرب الإسلامي
نبذة نيل وفرات:يعد هذا الكتاب الذي اختار له المؤلف عنوان "في طريق الجمهورية" الكتاب العاشر في سلسلة الكتب التي أصدرها الرشيد إدريس منذ عودته إلى تونس في مطلع الثمانينات. وهو أول كتاب من كتبه يطلق عليه اسم "مذكرات" بأتم معنى الكلمة إذ يستعرض فيه الوقائع التي شهدها أو ساهم فيها سواء ...في الداخل أو في الخارج من مطلع الثلاثينات إلى بداية النصف الثاني من الخمسينات، وعلى وجه التحديد إلى تاريخ إعلان الجمهورية التونسية في 25 جويلية 1957 ويسلط الأضواء على أهم الأحداث المتسلسلة في الزمان والتي شهدتها بلاده خلال تلك الفترة الحاسمة من تاريخها المعاصر.
ويندرج هذا الكتاب ضمن سلسلة الكتب العديدة التي بدأت تظهر منذ أواخر الثمانينات لتسجيل مذكرات أو شهادات ثلة من المناضلين السياسيين والقادة النقابيين التونسيين، سواء منهم الذين التحقوا بجوار ربهم أمثال: الدكتور محمود الماطري وعز الدين الشريف والدكتور سليمان بن سليمان والحبيب عاشور والباهي الأدغم.
وترمي أغلب هذه المذكرات الصادرة باللغة الفرنسية إلى تقديم قراءة جديدة لتاريخ الحركة الوطنية من منطلقات ذاتية، وذلك لإبراز الدور الحقيقي الذي قام به أصحاب تلك المذكرات، بعد أن أهملته وربما حرفته الكتابات التاريخية السابقة المتسمة -حسب رأيهم- بشيء من التحيز واللاموضوعية، وتبعاً لذلك فإن هذه المذكرات التي كثيراً ما تطغى عليها الصبغة التبريرية تتضمن معلومات تعوزها أحياناً الدقة والضبط لأن أصحابها -ما عدا قلة قليلة- يعتمدون أساساً على ذاكرتهم التي ربما تخونهم ولا تسمح لهم بنقل الأحداث التاريخية نقلاً صحيحاً، فيتعين على الباحث في مثل هذه المذكرات التي تندرج في سياق التاريخ الشفوي، أن يتناولها بكل حذر، وأن يسعى دائماً إلى المقابلة بينها وبين الوثائق المكتوبة لتصحيح بعض المعلومات الواردة فيها.
ولا شك أن كتاب المناضل الرشيد إدريس لا يخرج عن نطاق النسق العام للمذكرات السياسية إذ هو يقدم إلينا شهادات حية عن الأحداث التي شهدها أو ساهم في صنعها انطلاقاً من معطيات ذاتية لكن غايته القصوى التي تتجلى لنا من مطالعة الكتاب ترمي إلى توخي أكثر ما يمكن من الموضوعية التاريخية والنزاهة العلمية في سرد الأحداث والوقائع ونقل أخبارها وانعكاساتها، وتقدير مواقف الرجال دون تأثير أي عامل خارجي.
ومما تمتاز به أيضاً مذكرات الرشدي إدريس أن صاحبها لم يعتمد على ذاكرته فحسب، بل استند أيضاً إلى كثير من الوثائق الهامة لا سيما منها مجموعة من الرسائل المحررة رأساً باللغة العربية والتي لم يسبق نشرها ومن بينها رسائل متبادلة بين المؤلف وبين عدد من أقطار الحركة الوطنية التونسية من أمثال الزعماء الحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف وعلي البلهوان، والمناضلين يوسف الرويسي والبهي الأدغم والطيب سليم ومراد بوخريص وكذلك بعض الزعماء العرب وفي مقدمتهم مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني وأمير البيان شكيب أرسلان.
والجدير بالملاحظة أن الرشيد إدريس قد تعرض في مذكراته لبعض المواضيع الهامة التي لم يسبق التطرق إليها من قبل بما فيه الكفاية، مثل نشاط الوطنيين التونسيين في باريس وروما وبرلين ومدريد أثناء الحرب العالمية الثانية وفي القاهرة ودمشق وبغداد بعدما وضعت الحرب أوزارها. كما توفر هذه المذكرات للباحث وللقارئ بوجه عام معلومات ذات بال حول نشاط مكاتب الحزب الدستوري الجديد في كل من كراتشي وجاكرتا ودلهي الجديدة، وما بذله المسؤولون عن تلك المكاتب -الرشيد إدريس والطيب سليم والطاهر عميرة- من جهود تذكر إلى جانب الزعيمين صالح بن يوسف وعلي البلهوان، للتعريف بالقضية التونسية بوجه خاص وقضايا المغرب العربي بوجه عام في أقطار الشرق الأقصى. وقد ساهمت تلك الجهود إلى حد بعيد في بعث الكتلة الإفريقية الآسيوية في منظمة الأمم المتحدة وأفضت في آخر الأمر إلى انعقاد مؤتمر باندونغ بأندونسيا الذي انبثقت عنه حركة عدم الانحياز وتحرير الشعوب المولى عليها في إفريقيا وآسيا. إقرأ المزيد