الكلمات الفارسية في المعاجم العربية معجم عربي فارسي
(0)    
المرتبة: 35,138
تاريخ النشر: 28/12/2002
الناشر: دار طلاس للدراسات والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن المتتبع للغات الإنسانية يجد مسألة التأثر والتأثير فيما بينها واضحة للعيان, فكل لغة تقرض غيرها, وبالتالي تقترض منها, بسبب الجوار والاتصال, والتمازج الحضاري بين الشعوب قاطبة. ويمكن القول بأن تبادل التأثر والتأثير اللغوي، يكاد يكون قانوناً اجتماعياً وظاهرة إنسانية، أقام عليها علماء اللغة وفقهاؤهم مختلف الأدلة، ووضعوا لها ...مسوغات مقنعة، مما يدفع الباحث إلى تبني فكرة الاقتراض بين اللغات بصورة أو بأخرى وليست العربية بدعاً بين اللغات الإنسانية، فهي كغيرها يجري عليها قانون التبادل اللغويين إذ دخلت إليها جملة من الألفاظ والمفردات من اللغات المجاورة، والمستقصي للشعر الجاهلي يلحظ شيئاً من ذلك ولا سيما عند الشعراء الذين اتصلوا بغيرهم من الأقدام غير العربية.
والأعشى الكبير خير مثال على صحة ما نذهب إليه، إذ ظهرت في أشعاره ألوان من الثقافات الأخرى بينة لكل قارئ لديوانه وعرب عبر التاريخ كثير من الكلمات المأخوذة عن مختلف اللغات، فعن الفارسية: الدولاب، الكعك، وعن الهندية: الفلفل، الجاموس، الشطرنج، وعن اليونانية القبان، القنطار، الترياق.
هذا وإن بعض العلماء قد صنف كتبأً خاصة، تضم بين ثناياها الكلمات الأعجمية التي وردت في القرآن الكريم، واللغة العربية، ومن أولئك: السيوطي في كتابه (المتوكلي) والجواليقي في كتابه (المعرب من الكلام الأعجمي).
ولأمر ما كان اللغويون العرب -حين يصنفون في المعرب والدخيل- يثبتون الأصل الفارسي لكثير من تلك الألفاظ المعربة، وكأنهم يودون الاستدلال على التأثر والتأثير بين العربية والفارسية، مع الإثارة إلى العمق الحضاري بينهما، فينما يقولن: هذا لفظ أعجمي، فإنهم يقصدون في الأغلب أنه لفظ فارسي. وإذا ما تفحصنا الألفاظ الفارسية التي دخلت العربية بإمعان وتأن، فإننا نكتشف أن استعارتها كانت لضرورات ملحة، وقد ادعى مثل هذا الدخيل إلى نشوء ظواهر لغوية في العربية كالترادف، والمشترك اللفظي، وأمثالهما من مظاهر الاتساع اللغوي.
ويمكن القول إن الدلالات التي افترضتها العربية من تاريخها الطويل، لم يؤثر على بنيتها اللغوية فلقد أخذ معظمها بعدما بلغت العربية مرحلة النضج والكمال، وإن كان كل ما أخذته من الدلالات الدخيلة، لن يقدح في عظمة العربية أو ينقص من قدرها، أو يجعل منها موضع جدل يذكر.
والبحث الذي بين يدينا يأتي ليؤكد على أصالة العربية وعظمتها وليكشف على الصلاة المتينة والتمازج القوي بين العربية والفارسية والذي بدأ بعد أن بلغت العربية مرحلة النضج وهو عبارة عن معجم ثنائي اللغة (عربي-فارسي) ضم إلى جانب الدراسة المختصرة التي جاءت في المقدمة على ذكر للكلمات الفارسية المذكورة في المعاجم العربية حيث تم ذكر الكلمة والمعجم نص عليها والشرح الذي أورده المعجم لهذه الكلمة والمقابل لها باللغة العربية. إقرأ المزيد