قضايا وإشكاليات في الشعر العربي الحديث، الشعر السعودي أنموذجاً
(0)    
المرتبة: 316,521
تاريخ النشر: 01/10/2001
الناشر: النادي الأدبي الثقافي
نبذة نيل وفرات:إن المعاناة الشعرية لمشاكل الوطن والإنسان والتراث تستتبع حرية اختيار الشكل اللائم لهذه المعاناة، وهذا هو الحق الذي مارسه شعراء الطليعة في المملكة العربية السعودية مما كان له أخطر النتائج على الإبداع الشعري. تحرر من النماذج الموروثة وبحث عن نماذج جديدة وتميز بقدرة المبدع على كسر الأنماط المألوفة واختيار ...شكله، وأدرك أن العلاقة بالتراث علاقة إبداع لا علاقة اتباع. فلهذا هي علاقة حرية وابتكار لا عبودية ولا اجترار. تطور الشعر في المملكة كما تطورت شتى وجوه الحياة. فلم يقنع الشاعر بأن يظل حبيس النماذج الجاهزة، واكتشف الشعراء بأن الإنسان يبدع الشكل، لا الشكل الإنسان، ففكوا عزلة الشعر بتجريب تقنيات جديدة وأشكال وصيغ جرب بعضها قبلهم الشعراء والنابهون في بلدان عربية أخرى. ويبقى للشاعر السعودي معاناته المتميزة في الحاضر، وحاجات هذا الحاضر الإبداعي تقتضي منه أن يختار موضوعاته وشكله الشعري في مضمون تجربته المعاصرة، لا أن يعارض نماذج جاهزة في الذاكرة دون أن تتخلى هذه الذاكرة عن إلهاماته في نفسه ووجدانه، ولكن شريطة أن يستوعب التراث ويهضمه ويتمثله ويقرؤه إبداعاً جديداً يلبي حاجات الحاضر الإبداعية لا أن يقيده، وأن يرهن واقعه الإنساني لهوية حضارة مخصوصة.
وضمن هذا الإطار يأتي البحث في قضايا وإشكاليات في الشعر العربي الحديث حيث يحاول الباحث أن يلم شتات الحركة الشعرية الحديثة في المملكة العربية السعودية. وللإحاطة بجوانب هذه المسألة بقدر الإمكان، اختار الباحث انتقاء جوانب إشكالية بعينها من هذه الحركة، محاولاً درسها دراسة منهجية وموضوعية للوصول من خلالها إلى روح هذه الحركة، ليضع من ثم يده على مفاصلها الأساسية وذلك سيمكنه من تشكيل بقية الصورة الغائبة، للتعرف إلى هوية هذه الحركة.
وهناك سبع إشكاليات أو قضايا تسترعي الاهتمام في الحركة الشعرية الحديثة في المملكة، ولكن الباحث يركز على واحدة منها وهي إشكالي الأسطورة والرمز في الحركة الشعرية الحديثة في المملكة؛ لأنها تنطوي ضمنياً أو مباشرة على كثير من عناصر بقية الإشكالات. وتمت دراسة هذه الإشكالية بالاعتماد على سلطة النصوص كما درس أسلافنا الاستعارة والكناية وسائر الفنون البيانية: يحصى نصوصها أو أهم هذه النصوص ليقترب منها اقتراباً منهجياً مبيناً علاقة الحقيقة بالمجاز والمجاز بالحقيقة ومستويات الأسطورة والرمز في نص الشاعر، وأصولها في الموروث أو الذاكرة وعلاقة ذلك كله بالحاضر وقصدية الشاعر وفتح ما استغلق على بعضهم من البنيات الشعرية والأنساق الحديثة.
فالأسطورة قد تتحول إلى رمز، وقد يتسع الرمز حتى يصير أسطورة. وأن الرموز التاريخية بما فيها الأدبية قد تتحول إلى أساطير، وأن الأسطورة قد تتحول إلى تاريخ. كيف نشفر التاريخ وكيف نشفر الأسطورة في الشعر إبداعاً وتلقياً!! هذا هو الاهتمام الأساسي في هذه الدراسة. إقرأ المزيد