تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: دار أضواء السلف
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:الإمام البيهقي صاحب هذه السنن هو الإمام العلامة الحافظ الجليل الزاهد شيخ الشافعية في زمانه، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى الفيسابوري الخسروجردي البيهقي، كان مولده سنة 384هـ في قرية خسردجرد، من قرى بيهق من أعمال نيسابور، وتربى فيها، وهو يقول أنه منذ ...نشأته انكب على العلم، يكتب أخبار وأقول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، ويجمع آثار الصحابة الذين كانوا أعلام الدين، ويسمعها ممن حملها، متعرفاً على أحوال رواتها من حفاظها، ومجتهداً في تمييز صحيحها من سقيمها، ومرفوعها من موقوفها، وموصلها من مرسلها.
ثم ينظر في كتب هؤلاء الأئمة الذين قاموا بعلم الشريعة، وبُنى كل واحد منهم رضي الله عنهم قصد الحق فيما تكلف، مجتهداً في أداء ما كلّف، وقد وعد الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح عنه؛ لمن اجتهد فأصاب أجرين، ولمن اجتهد فأخطأ أجراً واحداً، ولا يكون الأجر على الخطأ، وإنما يكون على ما تكلّف من الإجتهاد.
وإلى هذا، فقد قام البيهقي برحلات طويلة، وقضى في هذه الرحلات سنوات يجتمع فيها بالعلماء والطلاب، ويروي عنهم الأحاديث والآثار، ويبين ذلك في سلسلة الأسانيد التي يسوقها في كتبه وخاصة في كتابه السنن الكبرى والمدخل إلى السنن الكبرى الذي نقلب صفحاته.
اشتغل البيهقي في التأليف إلى درجة فاقت مؤلفاته ألف جزء، وهذا ما لم يسبقه إليه أحد، جمع في تضامينه من علم الحديث والفقه، وبيان علل الحديث، وذكر وجوه الجمع بين الأحاديث ظاهرها التعارض، ثم بيان الفقه والأصول، وشرح ما يتعلق بالعربية، كما تولى الدفاع عن الإمام الشافعي ومذهبه بعد أن تأكد لديه أن الإمام يؤثر الأخذ بالسنّة النبوية، وإن كان ذلك يؤدي إلى مخالفة كبار مشايخه من الأئمة، كما اشتغل أيضاً بالجرح والتعديل، والتصحيح والعليل، وكتابه معرفة السنن والآثار خير دليل على ذلك.
ولقد أوضح البيهقي منهجه من تأليف الكتب في مقدمة دلائل النبوة يفيد فيها أنه دائماً يقتصر على الأخبار الصحيحة للإستدلال والإستنباط، مدحه الكثير من العلماء والأعلام، قال ابن كثير عنه: وكان أوحد أهل زمانه في الإتقان والحفظ، والفقه والتصنيف، كان فقيهاً محدثاً أصولياً، وقال الذهبي: لو شاء البيهقي أن يعمل لنفسه مذهباً يجتهد فيه لكان قادراً على ذلك لسعة علومه، ومعرفته بالإختلاف، وقال عبد الغافر الفارسي: جمع بين علم الحديث والفقه وبيان علل الحديث.
هكذا نرى أن علماء زمانه ومن جاء بعدهم قد اعترفوا بعلمه وفضله وسبْقه على الآخرين، وحبه لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجمعها وترتيبها وتهذيبها لم يسبق له نظير، توفي الإمام البيهقي في نيسابور سنة 458 هــ وحمل إلى خسروجرد. إقرأ المزيد