تاريخ النشر: 09/01/2025
الناشر: شركة الدار العربية للعلوم ناشرون
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:في روايته "أُم الصبيان" يضع الأديب السعودي إبراهيم مفتاح قرّاءه أمام منجز روائي غريب، ينتمي إلى عالم اللامألوف، وهو عالم سوريالي يحيل إلى ما تراكم في الذاكرة الشعبية لجزر فرسان، في جنوب الجزيرة العربية، حول أسطورة "أُم الصبيان" التي تناقلها الرواة عبر الزمن واستقرت في ذاكرة الأجيال بحكاياها المدهشة وفيها ...نقع على مشاهدات عجيبة، لكائن خرافي قبيح الشكل ذي قدرات خارقة، يعيش في الأماكن المعتمة والقذرة ويكون آفة الشرّ لكل من يحاول الدخول إلى عالمه الغامض والغريب.
في النص يستخدم الروائي صيغة السرد اللاحق في سرد المحكي الغرائبي، لأنّ سرد أي حدث غير مألوف وقع في الماضي يعطي بعض الأمان للمتلقيّ، ويوهمه بأن هذا الحدث الغريب قد انتهى، فالماضي يمنح الراوي حرية ابتداع صور غرائبية قادرة على إدهاش السامع والقارئ، لذلك، وعلى إيقاع قال الراوي يا سادة يا كرام. يعرض الروائي مجموعة من الحكايات عن أُم الصبيان؛ ومنها الطفل الذي اختطفه زوجها أبو العفاريت ليقدّمه هدية لها ثم ما لبث أن زهد فيه وتركه، وحكاية الرجل الذي يخرج للعمل ليلاً فتتعرّض له أُم الصّبيان، فيلقي بنفسه على ثديها ليرضع حتى يكتسب مناعة من أذاها، وحكاية أخرى عن الطفل في الليلة الجتيمة (لفظة فرسانية تعني اليتيمة)، وكانت حالته انعكاساً نفسياً لخلقة ذلك الكائن الخرافي الذي رآه الطفل في تلك الليلة، وأدى إلى ما هو عليه من حال ومرض يصعب الشفاء منهما، ثم حكاية الصديقين وقد أصبح أولهما ضحية أُم الصبيان وثانيهما الذي اتهم المتحدثين عنها باللاعقلانية فعاقبته أُم الصّبيان عقاباً شديداً وأعادته إلى التسليم بوجودها، فكل الضحايا يفقدون في تجربتهم مع أم الصبيان جزءاً كبيراً من قدراتهم ولا يستعيدونها إلا بعد أن ترضى عنهم.
"أُم الصّبيان" رواية تُفيد من التراث السردي العربي في قصصه الشعبي، وهو الخاص بمنطقة جازان بعامة وجزر فرسان بخاصة، يُمارس فيها إبراهيم مفتاح نوعاً من الخطاب العبثي التجريبي، لكنه عبث مدروس يعتمد تقنيات حداثيّة يُثبت من ورائها أن الغريب جنس أدبي قائم بذاته له نظام انبنائي خاص به، وصيغة تقنية يمكن تبنيّها في الأجناس الأدبية الأخرى. إقرأ المزيد