تاريخ النشر: 01/01/2023
الناشر: أثر للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:ليس الموت أكثر ألماً من مرافقة انسان الى موته، ومراقبته يُحتَضر من دون أي وسيلة تُمكّنه من النجاة. عند هذا الحدّ فقط، يغدو طيّباً، ألمه أقل. الأم المصابة بالالزهايمر، لا تنفكّ ابنتها تتصوّرها ميتة وتتدرّب في القصيدة على زوالها. عبثاً تؤجّل لحظة الفراق، وهي تلمس قُربَها كون موت المرء هو ...عينه موت الذاكرة والظلام التام. تتساوى الشاعرة بمصاب أمّها على مستوى كون المرأتين ضحيتي النكران الإجتماعي الذي يرافق بالضرورة تقدّم المرء في السنّ ومآسي الشيخوخة واستحالة الشفاء. ترفض الشاعرة عجزها تجاه أمّها، وتعوّض عنه بالإفصاح عن حال الرفض، واطلاق القصيدة نحو الإعتراف، كونه مَخرجاً لاحتمال لا أن تُشفى أمها بل هي، أو أقلّه تتقبّل فكرة الشفاء. تبوح بالتفاصيل. حينذاك لا بدّ من التعاطف مع القصيدة عوض محاكمتها وادانتها وتحميلها مسؤولية التواطؤ مع الجرح بدل تعمّد نكئه والتعالي عليه والتمهيد لقتله. إزاء التنصّل الذي تلقاه من أبناء آخرين كانت أولويتهم أشغال الحياة ومتطلّباتها، فتركوا الأم للابنة - الشاعرة تعتني بها وتتعلّم منها شيخوختها؛ تصبح القصيدة فاجرة، متوحّشة، مُنتقِمة، تشاء لو تملك أن ينتهي هذا كله، وتتبدّل وضعيات الأحوال:
"سترون امرأة نظيفة.
لن تلمحوا الفطر بين أصابع قدميها. وقد التهم أحلامي.
ستنفرون من رائحة فمها قليلاً، ،وتكتفون بقبلة على الرأس، وتنصحونني بإطعامها جيداً.
سأهزّ رأسي موافقة.
وأكمل قصّ أظفار قدميها بهدوء، كأنني لم أرَ أحداً غير ضباب". إقرأ المزيد