تاريخ النشر: 01/01/2020
الناشر: دار الأدب العربي للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:ألا يتسع هذا العالم لعقل متعب، لذهن منهك، لبال معتلٍّ، لرأس مثقل، لدماغ ضرير، ألا يتسع لكلّ هذه المشاعر والأحاسيس والعواطف التي تتخبط بغفلة دون إدراك أو إرادة أو دراية، هل يعي العالم مدى ما يحويه هذا المكان من الرجل؟ أم نسي ساكنيه قاطني الشجن والأحداق المقل؟ هل هذه حقيقتنا ...نحن البشر؟ بكلّ شفافية أكنا داخل هذا المكان أو خارجه؟.
فنحن غارقون مسترسلون في البحث عن ذواتنا، ومن شدة انغمار البحث تائهون لا ندرك أننا تائهون أصلاً؟ نبحث عن الشهادات والأموال والقوة والنفوذ والسلطة، لكن هنا! هنا يتساوى الجميع! الكلّ بلا استثناء، الأطباء والممرضون يقدمون ما يفوق طاقاتهم حتى ينعم المرء بالعودة لعالمنا الذي نعرفه جميعاً خارج هذا المكان بأسرع وقت ممكن، لنكمل البحث عن ذواتنا كما هو متوقع، سعداء الحظ كثر، يودعون المكان في غضون شهرين..
ولكن رغم ذلك فالكلّ هنا متشابهون! رداءات موحدة، وثياب ذات لون موحّد، مواعيد طعام ثابتة، وجبات أكل متكررة، جدل يومي رتيب، خطط علاجية مدروسة، تمارين وأنشطة مشتركة، الغني والفقير معاً، هنا الكبير والصغير، القوي والضعيف معاً، هنا المتعلم والأمي، المشهور والمجهول معاً، هنا الوسيم والمتواضع، الأبيض والأسود معاً، هنا الكلّ من الكلّ مع الكلّ، على نفس الدرجة من الإنسانية، درجة لا موجب فيها ولا سالب، درجة لا تعبأ بقيمة الأرقام، أموالك لا تحدث الفرق، حتى وإن كانت كأنهار متفجرة من آبار البترول، سيرتك الذاتية لا تغدو شيئاً، حتى لو كانت كتراكم حجارة جبال طريق، نسب قرابتك لا يساوي منزلة، حتى لو كان يذكر اسمك على مآذن الحرمين قبل كلّ صلاة.
فأهلا بك بجحيم العدالة، إنها العدالة التي يضج بها لسان الجميع، ويصدح منادياً إياها كلّ امرئٍ على هذه الأرض، حيث إنها البقعة الوحيدة التي يتساوى فيها البشر من كلّ البقاع، ولكنها عدالة من نوع آخر، لا عدالة في النقد أو الثروة أو الجاه أو المنصب، عدالة لا تحتاج قاضياً أو محامياً، ولا دستور قانون، إنها عدالة "المرض!!". إقرأ المزيد