تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: خاص-أبو الفضل محمد بن عبد الله القونوي
نبذة نيل وفرات:يقول صاحب هذا الكتاب "أخبار جلال الدين الرومي" أبو الفضل محمد بن عبد الله القونوي أنه وقع بيده كتاب سمّاه صاحبه بالحب الخالد، وبعد قراءته صفحات منه قوّى ذلك عزمه لكتابة هذه الترجمة لحياة رجل صوفي نجر في المصادر العربية القديمة الحديث عنه، واعتمد في نقل سيرة حياته على ...المصادر الفارسية المعاصرة للرجل أو القريبة منه، فنقلوا منها الجانب الذي يظهره في غير صورته الحقيقية. وقد رأى المؤلف أبو الفضل القونوي أن صاحب كتاب "الحب الخالد" قد اعتمد في مديحه للجلال الرومي على كتاب أبي الحسن الندوي الذي كتب في نقده ضمن هذه الترجمة، والنووي كما يقول أبو الفضل القونوي هو رجل دعوة لا ينكر فضله، في كتب كثيرة ألفها، وخدمة للمسلمين بالهند والعالم الإسلامي قدمها، إلا أنه يرى أن كتابه الحب الخالد إنما هو زلّة عالم وزلة عالم مثله هي زلّة عالم متسائلاً كيف يقدم للمسلمين العرب كتاباً يمدح فيه رجلاً يقول فيما يقول: "إنه لا يمسك شريعة واحدة، وأن الحق سبحانه وتعالى بمنزلة البحر، وأجزاء الموجودات بمنزلة أمواجه، وهذا معنى يرد في مثنويه؟!، وكيف لا يذكر شيئاً من أنه اتهم بالحلولية وبالوجودية من قبل بعض الباحثين، أو أنه يراه كالسرهندي (ت 1034) من القائلين بوحدة الشهود؟ فإن كان كذلك فإن وحدة الشهود أيضاً بدعة منكرة لأنها في الحقيقة منزلة بين منزلتين، بين أهل الوجود الواحد، وبين أهل الإسلام أهل الفطرة القائلين بالعلوّ الرحماني والمباينة. ويتابع المؤلف قائلاً بأنه سيصدم القارئ يوم يقرأ أخبار الجلال الرومي التي تعمّد أن يخفيها المتأخرون ممن ترجم له، سيصدم حتماً إذا قرأ مديح الندوي عنه وذاك عند قوله: (عاطفي حساس وجداني ملتهب الروح، ولوع القلب، قد عجنت طينه بالحب)، ولن يستدل من تلك الأخبار التي روتها المولدية قاطبة على مثل ما استدل عليه منها أبو الحسن. ويتابع المؤلف قائلاً بأنه لو عرف الندوي مذاهب القوم كما عرفها المحققون من أهل السنة، لتنبه عند قوله عن الجلال: (وكانت له مجالس لطيفة مع الشيخ محيي الدين بن عربي) أن من ألطف المجالس عند الوجودية هي المجالس التي يقرّون فيها مذهب: (العين واحدة وما ثم غيره)!!
ومهما يكن من أمر؛ فإنه "وكما يتوقع المؤلف، سيصيب القارئ العجب إلا أنه لا يدري أيكون مصدر الجب من ترجمة الروحي التي هو سيأتي على ذكرها في كتابه هذا؛ أم من إخفاء أبي الحسن لتلك الصورة الشوهاء من ترجمة الجلال التي غلّفها، وهو الأديب، بما يملك من وسائل الزخرف والتجميل. وعلى كل حال فإن بين يدي القارئ نتاج عامين من بحث المؤلف في آفاق جلال الدين الرومي ووقفات مع ترجمته في كتاب رجال الفكر والدعوة في الإسلام. إقرأ المزيد