تاريخ النشر: 01/09/2005
الناشر: مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب الذي نضعه بين يدي القارئ لا يهدف إلى توثيق كل إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أو الرصد الشامل الدقيق لها أو حصرها، وإنما يهدف إلى تسليط الضوء على أهم هذه المعالم والإنجازات بداً من تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ...مقاليد الحكم في البلاد. وبشكل عام يقع هذا الكتاب في ستة أبواب، يحتوي كل باب على عدة فصول، فالباب الأول (الفهد في مدارس الملوك) يشمل خمسة فصول تشمل نشأة الفهد في كنف الملك عبد العزيز مدرسة الدروس الكبرى، وتتوقف عند مواضع النبوغ في طفولته وصباه، واهتمام الملك عبد العزيز لابنه الفهد في عهد أخيه الملك سعود، وثقة الملك سعود به من خلال إسناده إليه وزارتين من أهم وزارات الدولة، وهما المعارف والداخلية.
كما يدرس الفصل الثالث علاقة الفهد بأخيه الملك فيصل منذ عهد الصبا، وتطور هذه العلاقة مع الفيصل ملكاً، والمسؤوليات الجسام التي أوكلها إليها. ويستكمل الفصل الرابع هذه السلسلة الذهبية في علاقة الفهد بإخوانه الملوك، والثقة العظيمة التي منحها الملك خالد لولي عهده الأمين، ومنهجهما المتكامل في قيادة الدولة. أما الفصل الخامس فيبرز سجل الوفاء والولاء والمحبة الذي يجمع خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز مع الشعب، والمثل الأعلى الذي ضربوه في التلاحم والتآزر والإخلاص.
ولما كانت خدمة الإسلام والمسلمين تعدُّ من أولويات حياته، بل الهدف السامي في حياته، فقد استوعب الباب الثاني (فهد بن عبد العزيز خادماً للحرمين الشريفين والإسلام والمسلمين)أهم هذه الخدمات في خمسة فصول، شملت توسعته التاريخية للحرمين الشريفين التي تعدُّ من أبرز إنجازات النهضة الحضارية في المملكة، ثم ما قدَّمه من خدمة للكعبة المشرفة بعمارتها وتطوير المصنع الخاص بكسوتها، وإنشاء مطبعة خاصة لطباعة المصحف الشريف، وترجمة معانيه لعشرات اللغات، وتوزيعه بالملايين في جميع بقاع الأرض. وبالمثل كان اهتمامه ببناء المساجد وعمارتها في كل مكان شهد فيه إنسان أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فضلاً عن بناء الجامعات والأكاديميات الإسلامية في عواصم العالم، والوصول إلى كل الأقليات المسلمة ومدي يد العون المادي والمعنوي لها حيثما تكون، وذلك استشعاراً منه بالمسؤولية العظمى وأداء لواجبها، وهو إلى جانب هذا كله يعدُّ الملك المسلم الذي ألغى جميع الألقاب واكتفى بلقب (خادم الحرمين الشريفين) يطلق عليه في كل المعاملات الرسمية، وعَدًّ هذا اللقب تشريفاً له، وأدى له حقه في خدمة دينه ووطنه وأمته.
وابتداءً من صناعة الاستراتيجية الأمنية لهذا الوطن ورعياتها، إلى موقف المملكة من امتلاك أسلحة الدمار الشامل وتقديم الحقائق الدامغة والوثائق اللازمة التي تؤكد أن موقف المملكة من الامتلاك النووي موقف مبدئي ينطلق من منطلق إسلامي، وليس استجابة فقط لمعاهدات دولية. وكان هذا الموقف وراء ظهور الملك فهد على الساحة الدولية داعيةً للسلام الشامل العادل، كانت موضوعات الباب الثالث (الفهد في إدارة سياسة السلم والحرب) التي استعرضت إنجازاته في الاهتمام بالأمن الداخلي المتمثل في وزارة الداخلية وبناء جيش قوي بوزارة الدفاع والحرس الوطني، فضلاً عن الوقوف عند محطات أساسية في تاريخ اشتراك المملكة في الحروب العربية الإسرائيلية، منذ اشتراك المملكة في حرب فلسطين سنة 1948م في عهد الملك عبد العزيز حتى حرب رمضان سنة 1973م، ثم بروز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد كقيادة إقليمية ودولية حكيمة لها الدور الأساسي من حيث الموقف السياسي والأخلاقي في حربي الخليج الأولى والثانية، فقد كان رأي الملك العربي الحكيم الذي كرّره على مسامع القيادة العراقية السابقة أن توظيف الجيوش في الحروب إهدار لطاقات الأمة كلها، وإضعاف لها أمام عدوها، وأن الأجدر بهذه الجيوش أن توظف في خدمة مشروعات التنمية الوطنية والاستعداد لمواجهة العدو الحقيقي إذا لزم الأمر. واضطرت المملكة لدخول الحرب الثانية، وكان الملك فهد بطل تحرير الكويت الحقيقي.
وجمع الباب الرابع (الفهد وإرساء قواعد النهضة الشاملة) بين إنجازاته قبل مبايعته ملكاً وإنجازاته بعدها؛ إذ من الصعب الفصل بينهما، خاصة عند الحديث عن إرساء قواعد التعليم والأمن والإعلام. ولأن مجالات الإنجازات كثيرة فقد تمّ تقديم نماذج لها في سبعة فصول عن تطور الخدمات الصحية، وارتقاء الخدمة الاجتماعية واتساع مجالاتها، ووسائلها الإنسانية التي أولاها الملك اهتماماً خاصاً. أما ما تمّ بشأن التعليم والإعلام والزراعة والمياه، وهي من الإنجازات التي تمت على يديه، فكل منها في فصل.
كما عكس فصل (الفهد رائد الشباب والرياضة) فلسفته في الاهتمام بالشباب الرياضي من واقع اهتمامه وخطبه وتوصياته، وتركيزه على الجانب الإيماني والتربوي في كل ذلك.
وفي البابين الأخيرين كان التركيز على إنجازات الملك فهد بن عبد العزيز في مجال التنمية الوطنية عامةً، مع التركيز على إنجازات مطلع العقد الثالث من حكمه. فالباب الخامس (تطور التنمية والانفتاح الاقتصادي في عهد الملك فهد) يحتوي على ستة فصول، يستعرض أولها تطور خطط التنمية المتعاقبة في عهده ورعايته المباشرة لها منذ بدايتها، وما تحقق من إنجازات. وتتعرض الفصول الأخرى للإنجازات التي تخدم قضية الاستثمار في الداخل والخارج بقرارات ملكية حكيمة وضعت في حسبانها مقتضيات المرحلة ومتطلباتها، وخاصة القرارات التي تخصّ المرأة ودورها في التنمية الاقتصادية، وفتح كافة مجالات العمل أمامها، واعتبارها شريكاً أساسياً في التنمية الوطنية اجتماعياً واقتصادياً على السواء. وهذا من أهم إنجازات الملك فهد في العقد الثالث من حكمه.
وتتناول بقية الفصول قرار إنشاء الهيئة العليا للسياحة لتحريك الرأسمال الوطني داخلياً وتنشيط الاستثمار في هذا المجال، وإنشاء المجلس الاقتصادي الأعلى والهيئة العامة للاستثمار؛ لتسهيل مهمة التعامل اقتصادياً مع العالم الخارجي في عصر العولمة والتسهيلات الاقتصادية بين الدول.
وطرح الباب السادس والأخير الذي جاء تحت عنوان (خطوات التحديث والإصلاح في عهد الملك فهد) في ستة فصول القرارات التاريخية والإصلاحات في كل ما يخص إدارة الدولة ومشاركة المواطن في ذلك، ابتداءً من الوقوف عند أنظمة الحكم وإعادة هيكلة وزارات الدولة، ثم تجديد مجلس الشورى في خطوة لتنظيم مشاركة النخبة المثقفة في رعاية مصالح الوطن والمواطن، إلى تطوير هذه المشاركة وتوسيع قاعدتها الشعبية بإقرار مبدأ الانتخاب في المجالس البلدية، وتنظيم الحوار الوطني لتجسيد الاتجاهات الشعبية في خدمة الوطن، وإنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وتنظيم خدمة حقوق الإنسان محلياً وعالمياً بالسماح بإنشاء جمعية وطنية سعودية مستقلة لهذا الغرض.
تلك هي أبواب الكتاب ومجمل أفكار فصوله، وقد حرص في إعداده على البعد عن المبالغات؛ فإنجازات الملك فهد بن عبد العزيز حقائق ضخمة بذاتها، وبشهادة شعبه والعالم تتجاوز المبالغات. وقد جمع أسلوب هذا التاريخ دون دليل إثبات؛ لهذا كانت الصورة في هذا الكتاب بين الرصد والتقرير والتفسير، من خلال رؤية إعلامية ترى أن الكلمة وحدها لا تكفي في ميزان التاريخ دون دليل إثبات؛ لهذا كانت الصورة في هذا الكتاب دليل الكلمة وسندها وصوتها المرئي الصادق الأمين، فكان هذا الزخم من الصور التي تصف واقعاً تعجز الكلمة أحياناً عن وصفه. بين سرد الكلمات ونطق الصور ينطلق سياق هذا الكتاب في خطين متوازيين يرويان المعجزة التي أحدثها حبيب الشعب فهد بن عبد العزيز؛ أميراً ووزيراً ونائباً ثانياً وولياً للعهد وملكاً، في صناعة النهضة الحضارية الشاملة التي شهدها هذا الوطن حتى الآن. إقرأ المزيد