تاريخ النشر: 01/11/2004
الناشر: مكتبة العبيكان
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:أضحت الإدارة شطراً مألوفاً وشاملاً من حياتنا المعاصرة، فحداثة هذا المجال الذي يدهشنا كمهنة وكهدف للدراسة ما زال فتياً. فعندما شرع بيتر دَرَكرن الذي يضع تجاربه وخبراته في فن الإدارة بين يدي القارئ، عندما شرع بدراسة سياسات شركة جنرال موتورز وبنيتها سنة 1943 انتهى، حسب تعبيره، إلى أنه من ...المؤسف أن لا يوجد في ذلك الحين "سوى القليل من الكتب والأبحاث.. التي تتناول ما نسميه اليوم إدارة". وإنما ذاك القليل الذي توافر وقتئذ كان يتناول بالتحديد عمليات المصانع، أو فن البيع، أو جوانب مالية دقيقة. أما الإدارة كمفهوم، فقد كان لا بد من التعريف بها آنذاك، "إذ أن معظم المديرين لم يكونوا مدركين أنهم يمارسون الإدارة". وبعد نصف قرن أصبح الحال مختلفاً اختلافاً ملحوظاُ. ولقد ملأت مجلدات عن الإدارة، واحتلت المجلدات رفوف المكتبات. كما أخذت المعاهد التجارية ودراسات إدارة الأعمال بالازدياد، في سائر أنحاء العالم. وأصبح التعليم في فن الإدارة التنفيذية والاستشارة الإدارية شأنها مزدهراً. وبعبارة وجيزة، أصبحت الإدارة نظاماً وطيداً؛ فكان الكتاب الذي أدى إلى توطيد هذا النظام هو كتاب "مفهوم الشركة The concept of the corpororation" وصف درَكَر توقيت ظهور هذا الكتاب بأنه مسألة خط: "لقد صادف أنني كنت السباق غليه". ولكن وجود دَرَكر أولاً، كغيره من الرواد في كل ميدان، يتطلب ما هو أكثر من الحظ. لقد ولد دركر في مدينة فيينا بالنمسا سنة 1909، ونشأ محاطاً برجال ونساء غارقين في أمور السياسة والمجتمع، وقضايا الفن والتاريخ. وتلقى ثقافة كلاسيكية، وتخصص في القانون، واكتسب تعليمه الحقيقي من خلال الناس الذين التقى بهم وما أنيط به من الأعمال، فبدأ صحافياً ومحرراً في فرانكفورت ثم تاجراً مصرفياً في لندن، وأخيراً أستاذاً جامعياً في الولايات المتحدة. وقد جذب إليه اجتماع هذه الخبرات لديه انتباه نائب رئيس شركة جنرال موتورز، دونالدسون براون، الذي قرأ كتاب درَكَر "مستقبل الرجل الصناعي The Future of Industrial Man" فرأى أن درَكَر ربما تكون لديه الرغبة في قضاء بعض الوقت لدى جنرال موتورز، ليراها من منظور عالم اجتماعي، ورغم أن درَكَر كان يعرف أن اختياره لموضوع غير ملائم لمؤسسة كبيرة قد يجلب عليه إدانة إلى الأبد في عيون الأكاديميين التقليديين، فإنه لم يكن مجرد مصمم، بل لقد كان متحمساً. وكان قد وصل إلى قناعة من قبل في أن الشركات الكبيرة أصبحت أهم مؤسسة في المجتمع الصناعي، فأراد أن يفهم كيفية عملها.
وهكذا أثبت درَكَر أنه اختار التصور الأكثر نفعاً، ذلك أن كتابه "مفهوم الشركة" تمّ تصنيفه في سلسلة أعماله الأكثر رواجاً حول ممارسة الإدارة ودورها في المجتمع الحديث. بالإضافة إلى ذلك فقد كان لدرَكَر سيرة متميزة كأستاذ في علم الإدارة في معهد الدراسات العليا لإدارة الأعمال بجامعة نيويورك أولاً، وبعد ذلك في معهد الدراسات العليا في كلاريمونت بكاليفورنيا منذ سنة 1971، حيث أطلق اسم درَكَر على مركز الإدارة التاسع لهذا المعهد. وكانت شهرته لا تضاهي كمستشار لكبار المديرين؛ إذ أن كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات منتشرة في سائر أنحاء الدنيا ينشدون مشورته ويأخذون بها. وكذلك فعل قادة في القطاعات الحكومية والقطاعات ذات النفع العام.
من هنا يمكن القول بأن مراجعة أعمال بيتر درَكَر والتي تؤلف مادة هذا الكتاب تعتبر مهمة تطوي على تحدٍّ وقهر وإمتاع عظيم، ذلك أن ثمة شيء في تحليلاته يحمل القارئ على ترك الشروح المألوفة إلى مفاهيم جديدة، إذ أن كتاباته تميزت بعمق وذلك لما فيها من معلومات تاريخية وخيالاً أخلاقي.
ذلك أن بيتر، وبكل بساطة، هو واحد من أشد الناس صراحة وقلة ادعاء. إن مجموعة المقالات التي تمّ اختيارها لتكون هذا الكتاب تقع في ثلاثة عشر فصلاً تمّ تصنيفها ضمن قسمين؛ أحدهما دار حول "مسؤوليات المدير" أي تمّ تكريسه لعمل الإدارة الأساسي. أما القسم الثاني فقد جاء تحت عنوان "عالم المدير التنفيذي"، وقد تناول بخاصة تحديات الإدارة في الاقتصاد القائم على المعلومات. إقرأ المزيد