تاريخ النشر: 01/04/2013
الناشر: دار مدارك للنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:كتب عبد الله أمين الحلاق وفي سياق تعبيره عن هواجسه وأفكاره ونقده البنّاء وتوقعاته لمآل الثورة السورية وتحت عنوان: "الطريق الى الديموقراطية والحريات سالكة بصعوبة" ما يلي: "مثيرة للسخرية والشفقة تصريحات لواء "عاصفة الشمال" في منطقة اعزاز، ذلك الذي اعتقل الصحافي فداء عيتاني، لأن عمله "لم يعد يتناسب والخط ...العام للثورة". بداهة نقول ويقول الكثيرون ان اعتقال أي صحافي أو خطفه أو محاكمته أمر مرفوض ومدان عرفياً، انطلاقاً من وجهة نظر يفترض أن تمسي قانوناً بعد رحيل نظام الأسد". ومضيفاً يقول: "الخطف مدان، من الجيش الحر وكل طرف يرفع راية الحرية على طريق خلق بديل لا يمتّ الى النظام الأسديّ بصلة". وإلى هذا، فإن الكاتب يهدف، وكما يذكر، من مقالته هذه الى اجراء مكاشفة سياسية وفكرية صريحة، وتوجيه المساءلة لمن نصبوا أنفسهم أوصياء على الثورة وناطقين باسمها، ما يتيح لهم سلوكيات تتسبب في ضرر اعلامي لها، ناهيك بحجم الخسارة الانسانية والتضاد مع قيم قامت تلك الثورة من أجلها، وفي مقدمها قيمة الحرية بوصفها حقاً فطرياً لا منّة فيه على الشعب السوري وغيره من شعوب الأرض المنكوبة بالاستبداد وأنظمة القمع في عالم اليوم. كما يحاول أيضاً هذا المقال تقديم قراءة لعبادة ظاهرة العسكرة التي دخلت لاحقاً واضطرارياً على خط العملي السلمي المقاوم لنظام الأسد، الأمر الذي قد يثير ردود فعل غاضبة لا يطمح اليها صاحب المقال، بقدر ما يرى في نصه هذا تمريناً فكرياً وطرحاً سياسياً بقلم كاتب من قلب الثورة السورية لن يرضي بديلاً، كما لكثيرين، من تغيير النظام ورحيل الأسد وعائلته، لقيام سوريا بعد كل الخراب الذي لحق بها، وأن هذا النقد، اضافة الى ذلك، موجه الى مآلات كثيرة جنحت الثورة نحوها، وتهدد مكاسبها بعد انجاز الاسقاط الضروري للنظام السوري. مضيفاً بأن الكاتب المعارض والثائر، ناقد بعض الحالات والمشاهد والافرازات في الثورة السورية، وتحديداً العمل العسكري منسوباً الى الجيش السوري الحرّ، يقع اليوم بين نارين: أولاهما، الخوف من ان تناله اتهامات من المعارضة بمحاباة نظام الاستبداد السوري كونه يقدم نقداً لفصيل أساسي من الفصائل التي ترتكز عليها الثورة. ثانيتهما، أن يجد إعلام النظام السوري في هذا النقد مطية لخطابه المتهافت، فيسوّق النص على أنه نقد لـ "العصابات الارهابية المسلحة"، كما يسميها. ]...[. ويتابع الكاتب محذراً: "لا نقول بعدم ملحاحية الحسابات الأمنية لـ "الجيش الحر" أو المسلحين من الثوار عموماً في تحركاتهم وتعاملهم مع المحيط والوسط القريب منهم، خصوصاً في واقع معقد ومخترق أمنياً من النظام، كواقع الثورة وحراكها السياسي وجبهاتها العسكرية الساخنة والمشتعلة دوماً. لكن حالات كثيرة ينذر تراكمها تباعاً بأخطار جمة. فما يبدو انحرافات بسيطة اليوم في مسار الثورة قد يتحول بنية تنذر بشمولية من نوع جديد، ومحاكم تفتيش "معصرنة" وإن يكن البعد الديني حاضراً فيها بقوة مثل أي كلّ محكمة تفتيش في القرون الوسطى.
النظام السوري قائم على الخطف والسرقة والاعتقال والنفي والقتل والتعذيب. اذاً يفترض أن يكون محمول الثورة ورسالتها نقيض ذلك، وإلا لما كانت الثورة وهي تحوز شعاري الحرية والكرامة عن جدارة أثبتها الشعب السوري برقيه وإبداعه ورسالته وصموده الاسطوري في مواجهة جلاده... الثورات لا تسير كما تشتهي نفس يعقوب وغاياتها، وهي غير محكومة بالعقلنة التي تحضر لماماً في فصول ملحمية كالتي يعيشها السوريون اليوم ويشاهدها العالم. الا أن عبثية البحث عن النقاء وأضغاث أحلامه، لا تعني الاستكانة الى الفوضى العارمة وإلى تبريرها أو الصمت المريب بدواعي عدم الاساءة الى الثورة وعدم تقديم خطاب قد يفيض منه النظام الذي يسرّ ويغتبط لحالات ما، كخطف عيتاني وقتل عشرين أسيراً مجنداً في حلب على يد الثوار. أضف اليها حادثة تحمل دلالات لا أخلاقية ولا انسانية وغير ذات علاقة بالثورة، وقعت قبل أن تصل الانزلاقات في مسار الثورة والفلتان الأمني والسياسي داخلها الى ما وصلت اليه اليوم. انها حادثة اعدام النقيب أمجد الحميد في ريف حمص، وقد كان من الضباط المنشقين عن جيش الأسد، أي من الشرفاء الذين رفضوا قتل شعبهم وأبناء وطنهم، فكان مصيره القتل على يد رفاقه الثوار، ولماذا؟ جريمته أن صوته ارتفع عالياً بين رفاقه في التنظيم العسكري بالجهر بالفكرة المدنية والديمقراطية كهوية لسوريا المستقبل، منتقداً بعض ممارسات "الجيش الحر"، ومهاجماً علناً الخطاب الطائفي للشيخ عدنان العرعور.
وإلى هذا، وبعد استعراض ما جاء في هذه المقالة التي ضمها هذا الكتاب يمكن القول بأن للقارئ الإطلاع على المزيد من هواجس أمل هذا الصحافي وأفكاره ونقده البناء على أمل أن تصحح هذه الثورة مسارها بعد أن عاهدت الشعب السوري على أن يكون خشبة خلاص، وذلك من خلال نقد بناء ليس له فيه ناقة ولا جمل سوى مصلحة هذه الثورة. إقرأ المزيد