الإبل في الشعر الجاهلي ؛ دراسة في ضوء علم الميثولوجيا والنقد الحديث
(0)    
المرتبة: 303,341
تاريخ النشر: 01/01/1983
الناشر: دار العلوم للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:شغلت الإبل مساحة واسعة من الشعر الجاهلي، فقد عزف لها الشعراء أجمل أنغامهم، وأنشدوا لها أبدع أناشيدهم، وخاطبوها بأرق الحديث، وابتهلوا إليها بأجمل الدعاء، وحرقوا في معابدها بخور العشق والتقديس، ويوشك، معها، أن يكون الشعر الجاهلي "شعر الإبل" أو ما يتصل بالإبل من طلل يرحل عنه، أو محبوبة تلحق ...عليها، أو ممدوحُ تركب الناقة إليه، أو كريم يتولى عقرها، وكأن الإبل القطب الجاذب الذي تدور حوله موضوعات الشعر الجاهلي كلها، فقد برز وصف الإبل في الشعر الجاهلي كله.
وقد استمرت سيطرة التقاليد الفنية التي وضعها الشعراء الجاهليون في وصف الإبل على الشعر العربي فترة طويلة من تاريخه، وعلى الرغم من ثراء شعر الإبل وأهميته في القصيدة الجاهلية، نقد ترك نسياً منسياً، وضرب منه صفحاً كثير من الدارسين، لوعورته وغرابته وعسر ألفاظه وتراكيبه، أو ركوناً إلى الظن الخاطئ من أن هذا الشعر لا يحمل فكراً مهماً ولا يعبر عن معان كلية تحتاج إلى تمحيص وإستخلاص، لأنه في غاية البساطة: شعر رعاة وصفوا حيوانهم فأجادوا الوصف وأحسنوا، ولهم فيه ملاحظات دقيقة وتفصيلات غريبة ككل الرعاة.
وليس هو كذلك شعر الإبل، وليس كذلك الشعر الجاهلي كله، لأن هذا الشعر فيه من الثراء الفني ما يجعل هناك حاجة إلى دراسته والصبر عليه، لإستخلاص كل ما يحتمله من ثراء مدلول وعميق فكر، فالناقة، إلى هذا، ليس حيواناً يوصف بألفاظ عمياء، وإنما هي تعبير عن فكرٍ واعٍ، ويمكن تقدير خصب الشعر الجاهلي إذا أُحسن فهم "فكرة الناقة" لأنها ليست فكرة ساذجة، وإنما هي فكرة في غاية التعقيد والتنوع والعمق.
ولإيضاح هذه الفكرة ولرفع الشبهات والآراء الخاطئة يأتي هذا البحث ليشمل بابين وأربعة فصول، تم في فصول الباب الأول إيراد دراسة عن موضوعات شعر الإبل الأساسية وهي: الظعائن والناقة السائبة وناقة الرحلة، لأن هذه الموضوعات تأتي، في الغالب، متتابعة في نظام القصيدة الجاهلية، ليتم من ثم تناول موضوعات الإبل الثانوية، وهي ناقة القرى والناقة في المرعى والناقة في الحرب.
وهذه الموضوعات كانت تأتي تفرقة في الشعر الجاهلي لا يربطها نظام خاص في القصيدة الجاهلية هذا بالنسبة لما جاء في الباب الأول، أما الثاني فقد ضم دراسة فنية للإبل في الشعر الجاهلي، شملت دراسة للشكل الفني لشعر الإبل، وللوفد الديني وتم إلحاق ذلك بمعجم مفصل لألفاظ الإبل ومعانيها وإستخداماتها في الشعر الجاهلي.
أما المنهج الذي يسلكه هذا البحث، فقد قام على إستقصاء شعر الإبل من الشعر الجاهلي، وتحليله، وإستخلاص النتائج منه، بالإعتماد على المصادر الموثوقة والأشعار الصحيحة النسبة. وتجدر الإشارة إلى أن الباحث حدد الشعر الجاهلي الأدبي لفترة زمنية انحصرت فيها هذه الدراسة، إلا أنه كان يتجاوز هذا التحديد أحياناً، ليتناول دراسة أشعار بعض المخضرمين الذين شهروا بوصف الإبل كالشماخ وتميم أبي مقبل وغيرهما، حيث كانت أشعارهم في الإبل إمتداداً طبيعياً لهذا الفن، ولم يكن في صورهم ما يخالف صورة الإبل العامة عند الشعراء الجاهليين. إقرأ المزيد