لماذا لا يصاب حمار الوحش بقرحة المعدة ؛ أثر الضغوط النفسية على الصحة العامة وكيف نتعامل معها
(0)    
المرتبة: 28,871
تاريخ النشر: 01/07/2002
الناشر: مكتبة العبيكان
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:الموضوع المحور هو أثر الضغوط النفسية على الصحة العامة والطريقة المثلى للتعامل معها والتي وجده عند حمار الوحش، وعلى ما يبدو فإن للمؤلف وجهة نظر حول حمار الوحش وحول ردات فعله اتجاه ما يواجهه من أمور تدعو للكرب، منطلقاً من تصور يحدثك به كقارئ وبافتراض أنك في موقف يشابه ...موقف حمار الوحش الذي يهرب ناجياً بحياته، أو أنك ذاك الوحش الذي يعدو بأقصى سرعته للفوز بطعامه. إن آليات تكوّن الاستجابة الفيزيولوجية في جسمك، متلائمة تلاؤماً ممتازاً مع معالجة تلك الطوارئ قصيرة الأجل. فعندما يخامرنا القلق حول أمور تدعو للكرب، يؤدي ذلك إلى تنبيه الاستجابة الفيزيولوجية ذاتها، غير أن هذه الاستجابة تؤدي إلى كارثة إن صارت مزمنة.
ثمة أدلة كثيرة توحي بأن السقام الذي يبتعثه الكرب ينجم عن كوننا ننشط غالباً، جهازاً فيزيولوجياً تطور ليبدي استجابة في واجهة الطوارئ الجسدية الحادة، والقصيرة الأمد، غير أننا ننشطه شهوراً عدّة ونحن نقلق على أمور، مثل: رهن العقارات، والعلاقات مع من حولنا، والترقية في موقع العمل... إن اختلاف الأسباب التي تؤدي بنا إلى الكرب، عن الأسباب التي تكرب حُمُر الوحش يقودنا إلى معرفة مفهوم الاستتباب Homeost. وهو أن للجسم مستوى مثالي من الأوكسجين الذي يحتاج إليه، ودرجة مثلى من الحموضة، ودرجة مثلى من الحرارة، وهكذا.
ضمن هذا الإطار، يمكن تعريف عوامل الكرب بأنها أمر يحدث خللاً، أو اضطراباً، في التوازن الاستتابي مثل: الأذيات، المرض، التعرض لحرارة شديدة الارتفاع، أو لبرد شديد. إن الاستجابة في مواجهة الكرب، هي محاولة الجسم استعادة توازنه. ويتم ذلك بتنشيط إفراز بعض الهرمونات، وتثبيط إفراز بعضها الآخر؛ وتنشيط أجزاء معينة من الجهاز العصبي، وتغيّرات فيزيولوجية أخرى، يتناولها المؤلف بالتفصيل من خلال فصول هذا الكتاب.
وهنا تبدو العلاقة وثيقة ما بين الكرب والتوازن الاستتابي، فإنه وعندما ننظر إلى أنفسنا، وإلى نزوعنا الطبيعي نحو القلق لدرجة المرض، فإنه يجدر بنا أن نوسع فكرة عوالم الكرب من حيث كونها أشياء تخرجنا عن حالة التوازن الاستتابي فحسب. إن تجربتنا الإنسانية مفعمة بعوامل الكرب النفسية، مثل صرخة بعيدة في عالم الحواس؛ من جوع أو أذية، أو نزف دم، أو ارتفاع بالغ في الحرارة.
عندما تنشط الاستجابة للكرب متوقعاً لأمر سيء قد يقع، نهنئ أنفسنا على نباهتنا التي جعلتنا نحتاط سلفاً. وعندما نصاب بالهياج الفيزيولوجي دون مبرر على الإطلاق، أو بسبب أمر لا طاقة لنا على دفعه، فإننا نسمي هذا قلقاً، أو عصاباً، أو جنون الاضطهاد (بارانويا Paranoia) أو عدوانية غير مبررة.
وهنا يمكن إدراك نقطتين أساسيتين، مثّلا محور البحث في هذا الكتاب، فإذا واجهت عوامل كرب مادية طبيعية، أو جسمية، ولم تستطع أن (تحرك) استجابة مناسبة لها، ولا شك في مأزق خطير. ولإدراك ذلك تأمل حالة شخص لا يستطيع أن يبدي استجابة لأمر مقلق، وسيبين المؤلف في ثنايا الفصول أن هناك نوعين هامّين من الهرمونات التي تعزز أثناء الكرب. من الواضح أن هذه النقطة الأولى هامة جداً، لا سيما عند مار الوحش الذي ينبغي له، أحياناً، أن يعدو لينجو بحياته.
أما النقطة الثانية فهي تتعلق بنا نحن البشر، أكثر من الأولى. نحن نشعر بالإحباط أثناء ازدحام المرور، ونقلق من النفقات، ونتأثر من توتر العلاقات مع الزملاء، فإذا أثرنا استجابة لهذه الكوارث، ولم نستطع أن نوقفها، بشكل مناسب، عند انتهاء الكروب تلك، فإن هذه الاستجابة في النهاية مؤذية ضارة، مثل عوامل الكرب التي ابتعثتها. إن نسبة مئوية عالية من الأمراض المتعلقة بالكرب، هي اضطرابات تنجم عن فرط الاستجابة لهذا الكرب.
وفصول هذا الكتاب الستة عشر تناولت موضوع الكرب الذي يشقي أجسامنا وعقولنا. ولفسحة من الأمل خصص المؤلف الفصل الأخير للحديث عن نمط الأجسام والنفسيات التي تتعامل مع الكرب بشكل أفضل من غيرها، ليكون ذلك بمثابة مثال للقارئ يحتذى فيتعلم من خلال تلك النماذج ماذا يفعل هؤلاء من أمور صحيحة، وما هي الأمور التي بالإمكان تعلمها منهم؟. وعلى حين نجد أن فصول هذا الكتاب المتداخلة تكشف عن هشاشتنا، وسرعة تأثرنا بالأمراض الناجمة عن الكرب، فإن الفصل الأخير منه يبين، إمكاناتنا الهائلة في حماية أنفسنا من عدد كبير منها. وبكل تأكيد سيجد القارئ ما يبشر بالخير.نبذة الناشر:يتناول هذا الكتاب موضوعًا علميًّا واجتماعيًّا ونفسيًّا يهم كل قارئ، فهو يشرح لنا بأسلوب علمي مبسط، بل وخفيف الظل، كيف يسبب الكرب المستمر حشدًا من الأمراض الجسدية والعقلية أو يفاقمها، ومنها الاكتئاب والقُرَح والتهاب القولون وأمراض القلب والسكري وضغط الدم وغيرها.
يقدم الكتاب تعريفًا للكرب، وكيفية تحرك كثير من الهرمونات وأجزاء من الدماغ استجابة له، وتأثير الكرب في جهاز الدم وفي مخزون الطاقة، وفي النمو والتناسل، وفي الجهاز المناعي، ومدى تأثيره على تدرجنا في الشيخوخة، ثم العلاقة بينه وبين الاضطراب النفسي الأكثر شيوعًا (الاكتئاب الحاد). ثم يتناول تأثير الكرب في الذاكرة، ويستعرض أنماط شخصيات ترتبط بضعف القدرة على التكيف مع الكرب، ويخصص فصلاً عن علاقة عامل الفقر بالصحة.
إن بعض ما يخبرنا به هذا الكتاب مروع، ولكننا إذا صبرنا مع المؤلف حتى النهاية فسنجد في الفصل الأخير مراجعة لما هو معروف عن معالجة الكرب، وكيف تطبق مبادئ هذه المعالجة في الحياة اليومية، وسنجد بابًا للأمل يزداد اتساعًا يومًا بعد يوم. إقرأ المزيد