الإمبراطورية ؛ إمبراطورية العولمة الجديدة
(0)    
المرتبة: 48,113
تاريخ النشر: 01/02/2002
الناشر: مكتبة العبيكان
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يصرّ كثيرون على القول: بأن السلطة النهائية التي تتحكم بسيرورات العولمة، والنظام العالمي الجديد موجودة بأيدي الولايات المتحدة، حيث يُطْريها الموالون باعتبارها زعيمة العالم والقوة العظمى الوحيدة في حين يدينها المنتقدون بوصفها قوة إمبريالية مضطهدة. ووجهتا النظر هاتان، تستندان إلى فرضية تقول: بأن الولايات المتحدة باتت ببساطة تلبس عباءة ...السلطة العالمية التي سقطت أخيراً على أكتاف الدول الأوروبية.
إذا كان القرن التاسع عشر قرناً بريطانياً، فإن القرن العشرين هو قرن أمريكي؟ أو إذا كانت الحداثة ظاهرة أوروبية، في حقيقة الأمر، فإن ما بعد الحداثة ظاهرة أمريكية. وبالتالي فإن الانتقاد الأعنف الذي يستطيع المنتقدون توجيهه هو أن الولايات المتحدة تكرر ممارسات الإمبرياليين الأوروبيين القدامى، في حين يحتفل المؤيدون بهذه الولايات المتحدة بوصفها زعيمة عالمية أعلى كفاءة، وأكثر نزوعاً للخير والعدل، قادرة على تصحيح أخطاء الأوروبيين، غير أن فرضيتنا الأساسية المتمثلة بأن شكلاً إمبراطورياً جديداً للسيادة قد ظهر إلى الوجود، تتناقض مع وجهتي النظر كلتيهما. فالولايات المتحدة، مثلها مثل أية دولة قومية أخرى في الحقيقة، لا تستطيع اليوم أن تشكل مركزاً لأي مشروع إمبريالي. لقد ولّت الإمبريالية إلى غير رجعة. ما من دولة قادرة على أن تصبح زعيمة عالمية مثلما سبق للدول الأوروبية الحديثة أن فعلت. هكذا يحاول "مايكل هاردت" و"أنطونيو نيغري" تصوير إمبراطورية العولمة الجديدة وذلك من خلال اقتحام ميادين نظريات ما بعد الكولونيالية وما بعد الحداثة اقتحاماً نقدياً مع حرصهما على التنبيه باستمرار إلى التواريخ المتعددة لكل من الحداثة والرأسمالية. وباعتمادهما دائرة عريضة من الاختصاصات هي فلسفية، سياسية، اقتصادية، ثقافية، وغرضهما تقديم إطار نظري عام، يستشرفان من خلاله جملة من المفاهيم اللازمة للتنظير والتحرك في الإمبراطورية وضدها.
وبالرجوع إلى محتوى الكتاب نجد أنه يؤلف وحدة متكاملة مترابطة وشأنه في ذلك شأن أكثر الكتب الكبيرة، وهذا ما يجعله قابلاً للقراءة بالعديد من الطرق: من البداية إلى النهاية، وبالعكس، أجزاء منفصلة وبالقفز من مكان إلى آخر، أو عن طريق عقد عمليات المطابقة والموازنة. ففصول الجزء الأول تطرح الإشكالية العامة للإمبراطورية (الجديدة). أما في العمود الفقري للكتاب، في الجزأين الثاني والثالث، فهما يرويان قصة الانتقال والعبور من الحداثة إلى ما بعد الحداثة، أو من الإمبريالية إلى الإمبراطورية (الجديدة) في الحقيقة. ويقوم الجزء الثاني بسرد حكاية العبور من وجهة نظر تاريخ الأفكار والثقافة، من أوائل المرحلة الحديثة إلى الآن في المقام الأول، حيث يشكل تعقب مصائر مفهوم السيادة الخيط الأحمر الذي يخترق هذا الجزء من أوله إلى آخره. أما الجزء الثالث فيتحدث عن عملية العبور نفسها من وجهة نظر الإنتاج، حيث يفهم الإنتاج بمعنى واسع جداً، معنى يتدرج بين الإنتاج الاقتصادي من جهة، وإنتاج الذات من الجهة المقابلة. تغطي فصول هذا الكتاب فترة زمنية أقصر وتسلط الضوء بالدرجة الأولى، على سلسلة التحولات التي شهدها الإنتاج الرأسمالي من أواخر القرن التاسع عشر وحتى الآن.نبذة الناشر:ربما لم تعد الإمبريالية موجودة، كما عرفناها. غير أن الإمبراطورية نابضة بالحياة وفارضة لوجودها. فكما يبيّن مايكل هاردت وأنطونيو نيغري في هذا الكتاب الجريء: إنها النظام السياسي الجديد للعولمة. من السهل التعرّف على جملة التحولات الاقتصادية والثقافية والقانونية المعاصرة الجارية على قدم وساق في سائر أرجاء الكرة الأرضية على الرغم من تعقيداتها. يرى هاردت ونيغري أن على المرء أن ينظر إليها من منظور فهمنا التاريخي للإمبراطورية بوصفها نظاماً شاملاً لا يعترف بأية حدود أو قيود. يبيّن كتابهما كيف أن هذه الإمبراطورية الناشئة مختلفة جذرياً عن امبريالية السيطرة الأوروبية والتوسع الاستعماري في أحقاب سابقة. فإمبراطورية اليوم تميل أكثر إلى اعتماد عناصر من النزعة الدستورية للولايات المتحدة، مع ما تتميز به من تراث الهويات الهجينة والحدود المتسعة.
يقوم كتاب الإمبراطورية بتسليط الضوء على انقلاب جذري في المفاهيم التي تشكّل الأساس الفلسفي للسياسة الحديثة. تلك المفاهيم الشبيهة بالسيادة والأمة، أو الدولة والشعب. يبادر هاردت ونيغري إلى ربط هذا التحول الفلسفي بتغييرات ثقافية واقتصادية حاصلة في مجتمع ما بعد الحداثة، بأشكال جديدة من العنصرية، وبمفاهيم جديدة عن الهوية والاختلاف، وبشبكات جديدة للاتصال والتحكم، وبطرق جديدة للهجرة. ويقومان أيضاً بإظهار مدى مساهمة جبروت الشركات العابرة للحدود القومية، وتزايد هيمنة أنماط العمل والإنتاج ما بعد الصناعية في تحديد معالم النظام الإمبراطوري الجديد.
إن كتاب الإمبراطورية هو أكثر من مجرد تحليل، فهو عمل لا يرف له جفن من أعمال الفلسفة السياسية المثاليّة. إنه يتجاوز أنظمة الاستغلال والتسلط التي تميّز نظام اليوم العالمي، إذ يسعى إلى اجتراح نموذج سياسي بديل، وإلى إرساء الأساس المطلوب لقيام مجتمع عالمي تتحقق فيه العدالة. إقرأ المزيد