الإسلام بين البداوة والحضارة
(0)    
المرتبة: 173,895
تاريخ النشر: 01/08/2002
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:يمثل هذا الكتاب حلقة من سلسلة الحلقات التي تعنى بالتعريف بالحضارة العربية الإسلامية، والدور الذي ساهمت به في تطوّر الحضارة الإنسانية. وإذ تنطلق هذه الدراسة من العصر الجاهلي. فهي إنما تفعل ذلك، بهدف أن تثبت، من جهة، بعض ما كان عليه العرب قبل الإسلام، ومن جهة ثانية، ما طرأ ...على حياتهم من تغيرات بفعل التحولات التاريخية الحضارية التي أدخلها الإسلام على حياة العرب خاصة، والبشرية بوجه عام.
وليست هذه الدراسة مجرّد مقارنة بين حضارتين متقابلتين متمايزتين: الجاهلية والإسلام، وإنما هي محاولة إلى إثبات حقيقة مفادها، أن ليس كل ما ورد في الجاهلية يناقض الإسلام. فإذا كان من الصحيح، أن الجاهلية لفظ يطلق على عرب ما قبل الإسلام، من حيث أن معظمهم كانوا أميين. فإنه من الصحيح أيضاً، أن هذا الجهل بالكتابة والقراءة، لم يعدم لدى العديد منهم، وجود أراء وأفكار وحكم... توصلوا إليها بثاقب نظرهم وخبراتهم الوجودية. وقد تبنى الإسلام كثيراً منها، واعتبرها من صميم دعوته التي ناضل من أجلها، خاصة وأن الجاهلية، بما تمثله من هذه الثقافات، عاشت واستمرت في نفوس عدد نفير من المسلمين، وقد أقرّهم عليها الإسلام لعدم تناقضها مع تطلعاته الحضارية التي حملها في تضاعيف كتابه الإسلام، وفي أحاديث سنته الشريفة، وسير خلفائه الراشدين، لتتوضح من خلال ذلك كله، معالم أكبر حركة حضارية عرفها العالم يومذاك. فهل تمكن الإسلام، بشموليته، تكامله، من أن يكون الرسالة الوحيدة، التي استطاعت أن تقدم للبشرية حضارة، يتجلى فيها التوازن، الذي يعيد إليها الإيمان والثقة بالقدرة على الفعل والعطاء، في حياة لا معنى ولا مذاق لها بسواها؟ هذا ما سوف تكشف عنه هذه الدراسة بجلاء ووضوح.
انطلاقاً من ذلك، فقد قسمت هذه الدراسة إلى أربعة أبواب، تحدث المؤلف في الأول منها عن معنى البداوة والحضارة والموقف المتبادل بين الجاهلية والإسلام. ثم تطرق إلى المهد الذي نشأت فيه الحضارة الإنسانية ودور الإسلام في بعثها. أما في الباب الثاني فعرض لمنطلقات الحضارة الإسلامية، التي تمثلت في المصادر الإسلامية الأولى، وما اعتمده المسلمون من طرق في التشريع الفقهي، من أجل إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي لا نص عليها من الكتاب أو الحديث. ثم تكلم عن الإنسان كباعث لهذه الحضارة وعن الأخلاق كمحور لها، والعلم والعمل كشرطين ضروريين لبنائها. أما الفصل الثالث فخصصه لعرض سمات الحضارة الإسلامية من حيث كونها عالمة الوجهة، متفردة بذاتها، ومستندة إلى الاعتدال والواقعية، وتأكيدها على الاستقرار والسلم الاجتماعي، وقابليتها للتجدد والتطور. أما في الباب الرابع فعرض فيه لسائر معالم تراث الإسلام الحضاري من زواياه المتعددة: الروحية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية. إقرأ المزيد