تاريخ النشر: 01/06/2002
الناشر: دار الكنوز الأدبية
نبذة نيل وفرات:"قدح الأفق ببريق خاطف. فخيل لأهل القرية البسطاء أن ذيول الغيوم في سماء أكتوبر الصباحية الداكنة، بدأت تحترق. وما هي إلا لحظات حتى دوّى صوت رعد هائل. ففزت الكلاب نابحة نحو السماء! فلينقذنا الرب. قالت إحداهن وقد استبد بها الخوف، وأسرعت نحو البيت. ومع صرير الباب سمعت صراخ المولود ...الجديد، وسرعان ما تلاشى الصراخ في نشيج المطر. ها قد وضعت إذاً وفي هذا الزمان العصيب! ورسمت علامة الصليب على صدرها. لم يدر أحد أن للمولود الجديد سيكون شأناً خطيراً وهائلاً بعد أربعة عقود من الزمن! كما لم يدر بخلد أحد من سكان قرية ياروسنايا الصغيرة، التي لا وجود لها حتى على خارطة الاتحاد السوفيتي، أن هذه القرية بالذات ستصبح في يوم من الأيام أشهر من نار على علم، وسيعرفها القاصي كما الداني".
هكذا كانت ولادة بطل رواية "الانهيار" التراجيدية التي بنيت على أساس أحداث واقعية، جرت في العقدين الأخيرين اللذين سبقا سقوط الاتحاد السوفيتي! وهي تروي تفاصيل التراجيديا المروعة، التي اجترحها وتلذذ بتحقيقها لربما أكبر المهووسين في تاريخ الجريمة الجنسية على مرّ العصور أندريه جيكاتيلا. الذي اغتصب وقتل 53 صبية وصبياً! حدث ذلك في واحدة من أكثر بلدان العالم انضباطاً داخلياً في النظام-الاتحاد السوفيتي! الانهيار محاولة سايكولوجية-سوسيولوجية، للكشف عن سؤال محيّر وكبير: لماذا لم تستطع لجنة أمن الدولة (كي.جي.بي) والميليشيا، والقوات الخاصة بكل جبروتها، إلقاء القبض على المهووس خلال مدة طويلة من الزمن، ووضع حدّ لـ"مخدع" الجنس المضرج بالدماء؟! وهي المعروفة بنجاحاتها ضد أدهى وأقوى شبكات التجسس الدولية في العالم!؟! ويقودنا هذا السؤال إلى سؤال أكثر رهبة لأنه يمسنا جميعاً: إذا كان بطل هذه القصة أندريه جيكاتيلا سليم العقل ومعافى، ولا يشكو من أية أمراض نفسية وعقلية وعصبية كما أثبتت محاكمة جرائمه الكبرى! ألا يعني ذلك احتمال تكرار هذه التراجيديا الأعنف في تاريخ البشرية من قبل أي واحد منا نحن الطبيعيين؟!نبذة الناشر:لقد كتب الكثير عن انهيار الاتحاد السوفيتي وأسباب ذلك، السياسية والاقتصادية، الداخلية والخارجية، لكن الجانب الإنساني، الذي أدى إلى الجريمة الوحشية والاغتصاب وانتقاء القيم وانهيارها، لم يتم التطرق إليه بما فيه الكفاية، من قبل من تصدوا لدراسة هذه التجربة التي أراد مؤسسوها أن تكون جنة عدن.
د.أحمد النعمان يتقفى أثر بطل هذه الرواية (أندريه جيكاتيلا) في دروب الحياة السوفيتية، وحتى قمة الهرم للقيادات السوفيتية، منذ الحقبة الستالينية حيث المزارع الجماعي القسرية والحرب الكونية الثانية والحكم الحديدي، وحتى الإنهيار التام للإمبراطورية السوفيتية. وكفنان تشكيلي، فالكاتب يسلط الأضواء بجمالية رهيفة، خلال هذا المهووس وبرؤى جديدة للرواية العربية، على نتائج ذلك النظام الشمولي على أفراده، وما أفرزه من ظواهر بشعة تجلت في سلوك هذا المجرم بشكل خاص.
رواية (الانهيار) هي بحث في أخلاق "محرمة" عن الخلق الإنساني الجميل-كما يقول كاتبها-تتوخى الفضيلة عن طريق كشف الرذيلة، والحديث بشكل صريح عن الجنس المعاش لا الذي تفترضه النمطية المسبقة: هذا حلال وذاك حرام فما بين "الحرام والحلال" ضيعنا الكثير. (الإنهيار) تخرج بثيمتها من الوطنية والإقليمية كرواية عربية إلى العالم الأرحب الذي نحن جزء منه على كوكبنا الأرضي المهدد بالإرهاب!
رواية لا يستغني عن قراءتها الباحث الاجتماعي والطبيب النفساني قبل العاشق السياسي في معرفة لماذا جرى ما جرى في "القلعة الاشتراكية" حتى آلت إلى الإنهيار؟! إقرأ المزيد