المجتمع والديمقراطية والدولة في البلدان العربية
تاريخ النشر: 01/05/2002
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"المجتمع والديموقراطية والدولة في البلدان العربية" دراسة تنطلق من فرضية هي أن مفهوم "المجتمع المدني" وفكرته في المنطقة العربية لا تبدو غريبة عنها فقط، وإنما أيضاً غالباً ما تتعارض مع بنية المدينة-الريف، وقواها ومنظومتها القيمة. وتلك البنية غالباً ما تتسم، وبتزايد ملحوظ، بما يمكن تسميته بـ"تريّف-المدينة". وهذا يعني أنه ...كلما تزايد تريّف المدينة العربية (والمدينة العربية قياساً على المدينة الغربية تبدو الحاضنة لمؤسسات وقوى وفعالية ما يسمى "المجتمع المدني")-أدى ذلك إلى إشكاليات تزيد من انتفاء فكرة "المجتمع المدني" من أساسها. وتلازماً مع تلك البنية المتريفة للمدينة العربية، فإن الإشكالية ذات الصلة بما يسمى بـ"المجتمع المدني" غالباً ما تتعقد على نحو أكبر، حيث أن ذلك التريّف للمدن ترافق غالبا وتكوّن إشغالات اجتماعية ذات خلفيات محددة (اجتماعية أو مناطقية أو طائفية أو قبلية أو أسرية..) في أحياء بعينها وفي المدينة ذاتها، بحيث أصبحت المدينة العربية تتشكل من مجموعات على شكل حاويات أو غرف متباعدة ومعزولة، أو بشكل أدقّ قليلة التفاعل والتواصل في ما بين وحداتها (أحيائها) واشغالاتها.
هذا بالإضافة إلى بنية المدينة-الريف في البلدان العربية، والعلاقة بين عناصرها بما هي قوى وكذلك منظمة قيمة وثقافية، فإن تلك الإشكالية لما يسمى بـ"المجتمع المدني" في المنطقة العربية تتعقد على نحو متزايد مع إدخال المنظومة الثقافية الإسلامية وتداخلاتها مع بنية المدينة-الريف، وبخاصة بما يتعلق بنواحي التعددية والليبرالية لمفهوم "المجتمع المدني" بحسب علاقته بالديموقراطية والليبرالية الرأسمالية الغربية.
وعلى الرغم من أن الدراسة تتركز على البلدان العربية والمنطقة العربية إجمالاً من حيث تداخل المدينة-الريف وثقافتها وتقاليدها، مع صلة ذلك بالثقافة العربية الإسلامية وأثرها في فكرة المجتمع العربي، إلا أن الباحث في دراسته هذه بين بن هذه الإشكالية تكون أكثر وضوحاً وبروزاً وفاعلية في تلك البلدان العربية التي تبدو مدنها متداخلة على نحو أكبر مع الريف وقواه وثقافته وتقاليده، وصلة ذلك بشيوع الثقافة الإسلامية في تلك الاشغالات.
يضاف إلى ذلك أن هذه الدراسة ستبرز عدة مجتمعات أخرى وبخاصة الآسيوية (والتجربة اليابانية بالذات وربما الماليزية) ومدى علاقة دور المجتمع المدني بالديموقراطية فيها، وخصوصاً أن تلك المجتمعات تقترب من المجتمعات العربية من حيث سيادة بعض البنى الثقافية ذات التوجه الجمعي والأسري، وكذلك المسألة الإسلامية في ماليزيا.
جاءت هذه الدراسة ضمن فصول خمسة كانت المواضيع المناقشة خلالها على التوالي: الإطار النظري للدراسة، المدن الغربية والتكوينات الاجتماعية، تمدين الريف، المدن العربية والتكوينات الاجتماعية: تريّف المدن، محددات الهوية والمنظومة الثقافية والطبقة الوسطى، التحولات الديموقراطية في آسيا: ملاحظات أولية. إقرأ المزيد