تاريخ النشر: 01/03/2002
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:حظيت كتب الطبقات خلال العصور السابقة باهتمام كبير، ونظراً لأهمية هذا النوع من الدراسة، والتي تلقي الأضواء على ترجمة مشاهير العلماء والباحثين والأدباء والمفسرين ووضعهم في إطار يتضمن كافة البارعين، والذين يسر الله لهم خدمة دينهم، وإثارة الطريق أمام مجتمعهم. وقد صنّف كتب كثيرة، في تاريخ البلدان، وتراجم من ...نشأ فيها، واستوطن بها من الصحابة والتابعين.
كما صنفت الأسفار الحاوية على تراجم حفاظ الحديث ورواته، من عدول، وضعفاء، ومدلسين ووضاعين... ونجد ذلك عند البخاري وغيره... أما علم التفسير فهو مفتاح الكنوز والذخائر التي احتواها القرآن الكريم، لإصلاح البشر، وإنقاذ الأمم، وإعلاء كلمة الله في الأرض. والمفسرون هم رواد هذا العلم ورجاله الذين يعوّل عليهم في تبيان الحقّ ونشره بين الناس. فقد كان الاهتمام بتراجم رجاله، وتصنيف طبقاته، مبثوثاً في ثنايا كتب الأدب والتاريخ، وكتب الطبقات الأخرى، إلى أن قبض الله لهذا الأمر الحافظ جلال الدين السيوطي-الإمام الحافظ، المؤرخ، الأديب الذي بلغت مصنفاته ستمائة مصنف (600)، توّجها بكتابه "طبقات المفسرين" وقد بذل جهده أن يكون جامعاً، يحدثنا عن المفسرين، والصحابة، والتابعين، وتابعي التابعين، كما أورد فيه المفسرين المعتزلة، والشيعة... كما وصنف في هذا الموضوع أيضاً العلاّمة أحمد بن الأدنهوي، حيث ذكر في مصنفه تراجم المفسرين وبعض أخبارهم، وأسماء مؤلفاتهم غير أن هذا المؤلف غير كافٍ أيضاً ولا يفي بحاجة الباحث وأخيراً جاء الداودي، وهو "محمد بن علي بن أحمد الداودي المالكي" شيخ أهل الحديث في عصره-مصري-من تلاميذ جلال الدين السيوطي، وصنف كتابه النفيس "طبقات المفسرين"، وفيه جمع تراجم أعلام المفسرين حتى أوائل القرن العاشر للهجرة، من كافة المصادر والمراجع التي توفرت لديه، ورتب كتابه هذا على حروف المعجم، معتمداً في جمع مادته على مصادر كثيرة منها: "الطبقات الكبرى" لابن السبكي، و"طبقات المالكية" لابن مزحون، و"طبقات الحنفية" للقرشي، و"طبقات ابن قاضي شهبة"، و"طبقات الحنابلة" لأبي يعلى ولابن رجب، و"طبقات القراء للذهبي"، و"الصلة" لابن بشكوال، و"طبقات الحافظ الذهبي"... وغيرها من كتب التراجم والطبقات. هذا وتوجد نسخة مخطوطة-بخطّ المؤلف سنة 941هـ وتحتوي على 193 ورقة فيها من: "عمر" إلى آخر الكتاب. وطبقات المفسرين هذا منقول بالنصّ عن الكتب التي ورد ذكرها آنفاً، والتي استعان بها المؤلف في تصنيف الكتاب. إقرأ المزيد