تاريخ النشر: 01/01/1986
الناشر: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:تقوم العقيدة الإسلامية التي بعث الله بها الأنبياء عليهم السلام من أولهم إلى آخرهم، تقوم وترتكز على أصل واحد هو التوحيد وهو مضمون شهادة أن لا إله إلا الله. فكلمة التوحيد تتضمن أنواعه الثلاثة: 1-توحيد الألوهية، 2-توحيد الربوبية، 3-توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان بأن له وحده الأسماء الحسنى والصفات ...العلى وأنه متصف بجميع الكمالات التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم اتصافاً حقيقياً على الوجه الذي يليق به من غير أن يقتضي ذلك تمثيلاً له بأحد من خلقه. وبقدر ما ترتكز تلك العقيدة في نفس المسلم فإنه سيرتقي بفكره وتصرفه وسلوكه، وإن أخل بها انحرف عن الصراط المستقيم وظهر أثر هذا الانحراف على تصرفه وسلوكه. وقد اختلفت مواقف الناس أمام أنواع التوحيد الثلاثة؛ وخاصة أمام النوع الثالث الذي هو أعظمها خطراً وأصعبها تحصيلاً لأنه في الواقع إما حكم على الله في إثبات الصفات له أو تحكم عليه في نفيها عنه، ولهذا كان مزلة العلماء فهو أحرجها مدخلاً وأدقها مسلكاً لما فيه من الشبه بين النفي والإثبات ولما يتوهمه البعض من البعد أو المنافاة بين الإثبات والتنزيه وبين النفي والتعطيل ولا سيما بعد فتح أبواب الترجمة للمنطق والفلسفة وإدخالهما في الأسماء والصفات لإجرائها على القوانين المنطقية العقلية وبعد انفساح المجال للمصطلحات العلمية كالمجاز والتأويل. ولهذا حصل الاضطراب والاختلاف بين الناس فمنهم مفرط في التشبيه بجعل صفات الخالق سجانه وتعالى من جنس صفات المخلوقين، وقابلهم فئة أخرى نفت الصفات عموماً عن الله سبحانه وتعالى.
وجاء مذهب السلف وسطاً بين هؤلاء المشبهين والنافين تمشياً مع نصوص القرآن والسنّة النبوية الشريفة. فالواجب إذاً الأخذ بمنهجهم في أمور العقيدة وكما اقتدي بهم في أمور الشريعة. ولكن هذا لا يطبق في الواقع إذ نجد أن الناس انقسموا إلى فئات متعددة منهم من اتبع منهج السلف في مسألة الصفات ومنهم من اتبع مذاهب أخرى أثبتت له صفات المعاني السبع وأنكروا عنه سواها. وهذا هو المنهج الذي اعتنقه أكثر الكتاب والباحثين وذلك تقليداً منهم لمن سبقهم ونتيجة للانحطاط الفكري والتفكك الذي أصاب الأمة الإسلامية في عصورها المتأخرة فانحجبت الرؤية أمام مذهب السلف الحق وأصبح المسلم فريسة سهلة أمام المذاهب الهدامة.
لذا رأى الباحث "موسى بن سليمان الدويش" أنه لمن الواجب عليه أن يتعمق في مسائل العقيدة وبعد ذلك ليوضحها للناس. لهذا كله اختار هذا الموضوع كي يبرز الحق في هذه الوصفة، وليبين ثبوتها لله سبحانه وتعالى بحسب ما ورد في النص الشرعي وأقوال السلف المأثورة عنهم، مع مناقشة النفاة والردّ عليهم وذلك حسب مخطط البحث والذي يشتمل على تمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة.
فالتمهيد يشتمل على الأمور التالية: معنى العلو في اللغة، دلالة العقل والسمع على إثبات صفات الكمال لله سبحانه وتعالى، تقسيم الصفات إلى عقلية وخبرية، وإلى ذاتية وفعلية اختيارية. أم الباب الأول: فإنه يبحث في اختلاف الناس في صفة العلو ويشتمل على فصلين: الفصل الأول: في ذكر مذاهب الناس في هذه الصفة وتحديد محل النزاع. الفصل الثاني: في ذكر شبهات المنكرين لعلوه سبحانه ومناقشتها.
أما الباب الثاني: فإنه يبحث في إثبات علوه تعالى على خلقه وفيه أربعة فصول: الفصل الأول: دلالة الكتاب والسنة على العلو. الفصل الثاني: الآثار المروية عن السلف من الصحابة والتابعين. الفصل الثالث: دلالة العقل والفطرة على العلو. الفصل الرابع: موقف المنكرين لعلو الله من نصوص الكتاب والسنة والرد عليهم.
أما الباب الثالث: وهي المسائل المتممة للبحث ففيه أربعة فصول: الفصل الأول: إثبات العرش والكرسي، وبيان المراد منهما وإبطال تأويل من تأولهما. الفصل الثاني: في إثبات نزوله الله تبارك وتعالى. الفصل الثالث: إثبات معيته تعالى وقربه مع كمال علوه وفوقيته. الفصل الرابع: بيان ما نشأ عن نفي العلو من اللوازم والآثار الباطلة. واختتم البحث بخاتمة تشتمل على أثر الإيمان بعلو الله وصفات كماله على سلوك العبد. إقرأ المزيد