تاريخ النشر: 01/01/1985
الناشر: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يعدّ كتاب "الوحي المحمدي" من أجل مؤلفات السيد الإمام محمد رشيد رضا (منشأ المنار بمصر) وأمتعها، وقد سئل رحمه الله ورضي عنه: ما أحب كتبك إليك وآثرها عندك؟ قال: "الوحي المحمدي" وكتب عنه بعض الأعلام من أئمة الإسلام، ذاكرين كثيراً من خصائصه ومزاياه، والواقع أنه أتى في هذا الكتاب ...بالعجب العجاب، فقد أثبت نبوة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم بالبراهين العقلية والعلمية الباهرة، وأورد الشواهد التاريخية والحسية الكثيرة، ورد ضلالات المنحرفين عنها، لا سيما شبهات فلاسفة الإفرنج ومطاعن الملحدين، ودعاوي المتكابرين! أبان السيد الإمام في كتابه هذا حقيقة الإسلام الذي هو دين رسل الله تعالى عليهم أزكى التحية والسلام، وكون القرآن كلام الله عز وجل "وكونه مستقلاً على جميع ما يحتاج إليه من الإصلاح الديني والاجتماعي والسياسي والمالي والحربي" وقد تكلم فيه عن إعجاز القرآن مفسراً آيات لتحدي الواردة في سور البقرة ويونس وهود.
هذا وقد افتتح الإمام كتابه بمقدمة بيّن فيها بحكمة عالية واضحة نيرة على ذلك ارتقاء البشر في الأمور المادية في خدمة هذا الغلاف الجسمي، وبلوغهم في ذلك الغاية التي انعكست وصارت شراً على الأجساد التي اخترعت لتنعمها وتسعدها، وبيّن انحطاطهم الروحي، وإفلاسهم الأدبي وما سبب لهم من الشقاء والعذاب الجسمي الذي منه يحذرون ويفرون، وبرهن على أن السعادة البدنية يستحيل الوصول إليها بدون الكمال الوحي، والرقي النفسي ببراهين لا تبقى للشك مجالاً، وراش سهام التأنيب للدول الآخذة بأزمة الأمم في هذا الزمان، وحمل عليها تبعة الخزي والشقاوة اللذين تجلبهما على العالم بتكالبها على المادة، وتنافسها في التطاول، وحسب العلو والفساد في الأرض بإهلاك الحرث والنسل في حروبها المتنوعة من سياسية واقتصادية وأدبية وغيرها، ثم ذكر اعتراف حكماء الغرب بهذا الفساد، وتمنيهم أن يبعث نبي يحدث انقلاباً روحياً ينقذ الإنسانية في نصبها وشرورها، وإطباقهم على أن أديانهم لا تنجح في علاج هذا الداء، بل ربما كانت إحدى عوامله، فأراد هذا الإمام الحجة أن يريهم أن الذي يطلبون بين أيديهم، وأن الدواء الناجح على طرف التمام، ويرفع عنهم حجب الجهل والتعصب التي حرمتهم من اقتباس أنوار الدين الأصلي، دين الفطرة.
كما جمع فيه المؤلف مجمل ما كتبه الحكماء والأطباء النطاسيون لأمراض النفوس في هذا العصر وفيما قبله وزاد عليه بأوجز عبارة وأوضحها وفتح باباً جديداً للدخول إلى خزانة كنوز القرآن استعصى فتحه على من حاوله قبله من المصلحين بالنسبة إلى طب أدواء عصرنا هذا وأتى في هذا السفر الصغير الحجم بالأدلة القاطعة عقلاً ونقلاً من الكتب المنزلة والسنن النبوية التي يتضاءل أمامها كل معاند بما يشفي الغليل، في أمهات المسائل التي تشغل أذهان علماء العصر وعامته، فمنها نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وإثباتها بالحجج التي تجبر مثبتي الوحي ونفاته على الإذعان. والبحث الوافي الشافي في الوحي والمعجزات عند النصارى وعند المسلمين والفلاسفة مما لا تجده في غيره.
ومن خواصه: أنه أورد فيه جميع الشبهات القديمة والجديدة التي وجهت للوحي العام والخاص، وأجاب عنها بأحسن جواب ثم خرج إلى المقصود، وهو القرآن مبيناً أسلوبه، وحكمة تكرار الآيات فيه. وما أحدثه هذا الكتاب العظيم في تأثير وانقلاب في العالم... وكما تجدر الإشارة إليه أخيراً أن هذا الكتاب كان قد طبع باللغة الإنجليزية وترجم إلى العربية في نحو مائتي صفحة، وعنوانه "لماذا أسلمنا" وهو مجموعة مقالات لنخبة من رجال الفكر في مختلف الأقطار عن سبب اعتناقهم الإسلام. والذين أعلنوا إسلام وتحدثوا في هذا الكتاب هم من مشاهير بلاد الإنجليز، والولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، والنمسا، والمجر، وأستراليا، واليابان، وبولندا، وكندا، وغيرها من الدول. إقرأ المزيد