تاريخ النشر: 01/01/1971
الناشر: دار القلم
توفر الكتاب: يتوفر في غضون 48 ساعة
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:اجتمع الرفاق الثلاثة، علي طه وأحمد بدير ومأمون رضوان، بإدارة مجلة النور الجديدة التي يصدرها علي طه. وكان مأمون رضواني كثر من اجتماعه بصاحبيه ليتزوّد منها قبل سفره الوشيك. ولم يكن للناس من حديث في تلك الأيام إلا حديث الفضيحة الكبرى التي لاكتها الألسن في كل مكان. قيل: إن ...حرم قاسم بك فهمي همّت بنشر بيان في الصحف عن الأسباب التي أدّت إلى طلاقها من زوجها. وقيل: إن بعض الجهات تدخلت في الأمر وأقنعتها بالعدول عما كانت أجمعت عليه، وانتهت المسألة باستقالة الوزير، وسحب مذكرة ترقية مدير مكتبه من مجلس الوزراء ونقله إلى أسوان. وقد خاض الرفاق بأسف شديد لأنهم لم ينسوا زميلهم القديم، ولا نسوا عهد الزمالة والجيرة بالجامعة ودار الطلبة. وكان علي طه أشدهم ألماً، ولكنه لبث ألماُ دفيناً يعتلج مع بواعثه الباطنة. وقد قال أحمد بدير: أتذكرون أحاديث صاحبنا البائس المستهترة.. لطالما حسبت ذلك لغواً وسخرية وفكاهة لا شأن لها بالعقيدة والعمل..! فقال مأمون رضوان بنبرات تنمّ عن الأسى: إذا تزعزع إيمان الإنسان بالله غدا صيداً سهلاً لكل شيء.. فابتسم علي طه، على حزبه وشجنه، وقال: اسمح لي أن أحتج على هذا الاتهام! فقال مأمون رضوان مستدركاً: أنت لك إيمانك الخاص وإن كنت أراه دون الكفاية..! وابتسمت عيناه النجلاوان وتساءل قبل أن ينبس أحد بكلمة: ترى أنصير في المستقبل عدوين لدودين؟
تجربة يعيشها رفاق أربعة متفاوتي المشارب يرويها نجيب محفوظ بأسلوبه الشيق الذي يقحم القارئ معه في مروياته التي تأخذ شكل الحدث الواقعي الذي أخذ مكانه في الأربعينات والخمسينات. لم يتحرج نجيب محفوظ عن الحديث بصراحة من خلال شخصياته عن اتجاهات اثنين من هؤلاء الرفاق الأربعة الذين كانت تصوراتهم وآراءهم التي هي بمجملها مثلت حركة الانفتاح على الغرب الرافض للدين كمنهجية في الحياة.
لم يتحرج نجيب محفوظ عن ذلك، ليعطي صورة واقعية عن الحركة الفكرية التي اجتاحت مصر في تلك الآونة، لتضحي روايته بالفعل صورة عن القاهرة الجديدة. إقرأ المزيد