شرح غاية السول إلى علم الأصول
(0)    
المرتبة: 15,617
تاريخ النشر: 01/01/2022
الناشر: دار البشائر الإسلامية
نبذة نيل وفرات:مما لا شك فيه أن علم الأصول من العلوم الشرعية الضرورية، وذلك لحاجة كل من المفسر والمحدث والفقيه وغيرهم إليه، حيث إن موضوع هذا العلم لا يستغني عنه في معرفة مراد الله عز وجل من نصوص الكتاب والسنة، إذ هو أدلة وقواعد وضوابط تضبط مسار كل من الفقيه والمفسر ...والمحدث في الوصول إلى حكم الله عز وجل من غير شطط.
ولقد دوّن كثير من أهل العلم المتقدم منهم والمتأخر في هذا الفم، وكان في مقدمتهم الإمام الشافعي رحمه الله، فهو أول من دون قواعد هذا الفن ثم جاء من بعده الكثير وساروا على طريقه في وضع الأصول التي تضبط الفروع الفقهية على مسار مستقيم لا عوج فيه.
ولقد كتب في هذا الفن عشرات المصنفات، سواء من أصوليي الحنفية أو المالكية أو الشافعية أو الحنابلة أو الظاهرية أو غيرهم فبعضهم كان يبسط في تدوينه ويطيل وبعضهم يختصر لتقريب الفائدة وتسهيل الحفظ.
ومن هؤلاء الذين كتبوا بأسلوب الاختصار أحد فقهاء وأصوليي الحنابلة ومن المتأخرين منهم، وهو: يوسف بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي المشهور بـ"ابن المبرد" المتوفى سنة 909هـ.
وقد قصد المؤلف من وضعه لهذا الكتاب تسهيل حفظه وتقريب فهمه على طريقة أصحاب الشافعي (المتكلمين) وجعله على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وسماه بـ"غاية السول إلى علم الأصول"، وكان مصنفه هذا على اختصاره قد شمل تقريباً جميع أبواب هذا الفن بأسلوب بديع ووضع عليه شرحاً لطيفاً يبين مراده ويوضح مقصوده، وربطه بنصوص الكتاب والسنة وأقوال العلماء من أصحاب هذا الفن وغيرهم.
وبالرغم من أن هذا الكتاب يعتبر من المتون أو المختصرات في هذا العلم، لكنه يتصف بطابع السهولة واليسر، فقد سلك فيه المؤلف الطريق الوسط، فلم يكن مغلقاً صعب العبارة ولا مبسوطاً شأن الشروح والكتب المطولة، فهو ليس بالموجز المخل ولا بالمطنب الممل. لقد راعى المؤلف حسن الابتداء والانتهاء في كل فصل ومسألة، وجعل كتابه متناسقاً ومترابطاً، فقدم وأخر بين الفصول والمسائل حسب ما يقتضيه المقام.
وبشكل عام لم يذكر ابن عبد الهادي منهجه في تأليف هذا الكتاب، ولكن من خلال تتبع فصول الكتاب ومسائله تبين الآتي: أولاً: من مميزات الكتاب أنه مختصر انتخبه المؤلف من عدة كتب من كتب الحنابلة وصرح بأصول ابن مفلح ومختصر ابن اللحام. ثانياً: اعتنى المؤلف بالتعريف اللغوي والشرعي أو الاصطلاحي في اغلب فصول ومسائل الكتاب، وإن كان أحياناً يذكر تعريف الشيء دون ذكر معناه لغة، كما فعل في تعريف النص والظاهر والحقيقة والمجاز.
ثالثاً: اهتم غالباً بذكر الأقوال في كل مسألة مع نسبتها لأصحابها، وكان أحياناً يكتفي بذكر القول دون قائله، كما في مسالة حكم تعلم أصول الفقه، فقال: فرض كفاية، وقيل: فرض عين. وكذلك في مسالة تقديم تعلم الفروع على الأصول، هي علم سبيل الوجوب أم الاستحباب؟ رابعاً: كان أحياناً يبين نوع الخلاف في المسألة، هل هو لفظي أو معنوي؟ كقوله في الخلاف في العلم الحاصل بالتواتر: "والخلاف فيه لفظي".
خامساً: كان أحياناً يذكر التعريف، ويبين محترزاته، ويورد الاعتراض عليه، والجواب عنه، ويذكر مثالاً عليه ويوجهه، كما في حد العلم والصوت واللفظ. سادساً: غلب على المؤلف كثرة النقل، وفي بعض الأحيان، يصرح باختيار قول من الأقوال ويصححه وينقد بعض الأقوال ويضعفه.
سابعاً: مما تميز به الكتاب أن المؤلف كان يكثر من الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار والشواهد الشعرية. ثامناً: مما اعتنى به المؤلف وأكثر منه نقله عن إمام المذهب الإمام أحمد بن حنبل. تاسعاً: كان حريصاً على عدو الإطالة والتكرار والإعادة فكان يحيل في بعض المباحث إلى تقدم أو تأخر منها، عاشراً: مما سلكه المؤلف في كتابه أنه كان لا يعزو الآيات ولا يخرج الأحاديث والآثار إلا نادراً.
وبالنظر للأهمية التي يحتلها هذا الكتاب فقد اعتنى بتحقيقه فاهتم أولاً: بوضع دراسة على هذا الكتاب شملت حياة المؤلف الشخصية والعملية كما وشملت نبذة عن اسم الكتاب ونسبته إلى مؤلفه، وأهمية الكتاب وموضوعه ومنهج المؤلف فيه ومصادره.
كما واهتم المؤلف بتحقيق المتن وبالتعليق على ما جاء فيه فاعتنى: 1-بنسبة كل قول ذكره المؤلف إلى قائله ما استطاع وذلك بالرجوع إلى كتب كل مذهب وكل إمام من الأئمة. 2-عزا المذاهب والآراء التي نقلها المؤلف -بدون عزو- إلى قائليها مع ذكر مراجع في الهامش. 3-وضع تعليقات على بعض المسائل التي تحتاج إلى تعليق، وذكرت مصادره في الهامش. 4-قام بتوثيق كل مسألة من مصادرها الأصلية -قدر الاستطاعة- سواء كانت مصادر أصولية أو غيرها. 5-قام بربط مباحث الكتاب بعضها مع بعض، وذلك بتعيين مواضع الإشارات التي ذكرها المؤلف مثل: "سبق ذلك" أو "سيأتي ذكره". 6-وثق المعاني اللغوية في معاجم اللغة المعتمدة.
7-وثق المعاني الاصطلاحية والتعريفات من كتب المصطلحات المختصة بها، أو من كتب أهل الفن الذي يتبعه هذا المصطلح. 8-اهتم بغزو الآيات القرآنية بذكر اسم السورة ورقم الآية. 9-قام بتخريج الأحاديث النبوية من مظانها، فإذا كان الحديث في الصحيحين أو في أحدهما اكتفيت بذلك وإلا أحلت إلى المصادر الأخرى المعتمدة. 10-قام بتخريج الآثار من مظانها سواء من المصنفات الحديثية أو كتب السيرة والتاريخ.
11-قام بالترجمة لكل من ورد في الكتاب من الأعلام ترجمة موجزة مبيناً الاسم والنسب والشهرة وسنة الميلاد والوفاة وأهم المؤلفات ومصادر الترجمة، وتجنبت الترجمة للأعلام المعروفين كالأنبياء عليهم السلام والخلفاء الراشدين والأئمة الأربعة وغيرهم. 12-قام بالتعريف بالطوائف والفرق والمذاهب مع ذكر المصادر. 13-عرفت بالكتب التي وردت أسماؤها في الكتاب، وذكر صاحب الكتاب وموضوعه إلا ما كان مشهوراً منها.
14-قام بعمل بعض الفهارس العام والتي شملت: (أ) فهرس الآيات القرآنية، (ب) فهرس الأحاديث النبوية، (ج) فهرس الآثار، (د) فهرس الشواهد الشعرية، (ز) فهرس المذاهب والفرق والطوائف، (هـ) فهرس الكتب الواردة في النص. إقرأ المزيد