معارك من أجل الأنسنة في السياقات الإسلامية
(0)    
المرتبة: 20,219
تاريخ النشر: 01/11/2001
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:الأنسنة نشاط شامل، بنّاء، مبدع، يقتني بإعادة النظر من جميع ما يتعلق بوجود الإنسان وطرق الفهم والتأويل والتجسيد التاريخي لهذا الوجود. وقد اقترح المفكر محمد أركون مصطلح الأنسنة في دراسته هذه كي يلفت الانتباه إلى تلك الأبعاد النائية ازدهارها في عهد الأدب والأدباء، ثم لكي يدعو بإلحاح إلى ضرورة ...إحياء الموقف الفلسفي في الفكر العربي خاصة، والفكر الإسلامي عامة.
فكل ما يجري في المجتمعات الموصوفة بالإسلامية في الدساتير الرسمية، أو في الخطابات اليومية، أو في كتب علماء السياسة، يدل دلالة واضحة على غياب النزعة الإنسانية سواء في عباراتها ومعاركها القديمة في السياقات العربية الإسلامية، أو في معاركها وإبداعاتها المتواصلة في أوربا منذ أربعة قرون.
وحسب القارئ دليلاً على هذا الغياب والإهمال أن اللغة العربية فقدت مفهوم "الأدب" بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، وكان يدل دلالة وافية مقنعة على الأبعاد الفكرية والمعرفية والأخلاقية والروحية والشرعية والجمالية والسياسية التي يتصف بها موقف "الأديب" كما وصفه التوحيدي في جميع كتبه. وهي كتب تشمل على جميع العلوم المتداولة في عصره أو تتعرض لها وتناقشها.
وهذا ما حاول أركون البرهنة عليه من خلال جميع النصوص التي جمعها بين دفتي هذا الكتاب، مؤكداً على أن الأنسنة التي أيّدها وجسّدها أمثال الجاحظ والتوحيدي ومسكويه لا تنحصر فقط في الممارسة الماهرة والذكية للعلوم المختلفة، ولا في التذوق الجمالي لبلاغة الخطاب وغزارة الأفكار وقوة العقل في الاستدلال، ولا في المسابقات والمنافسات التي كانت تجري بين العلماء والأدباء كي ينالوا رعاية السلطان أو التكريمات والتشريفات الاجتماعية، لا شك في أن الأنسنة لا تخلو من تلك الصفات في مختلف البيئات التي ظهرت فيها سواء في أوربا منذ ظهورهما في القرن السادس عشر، أو قبل ذلك في المدن المشهورة في عهد الإسلام الكلاسيكي لتلك فإن أركون يميز موقف الجاحظ والتوحيدي عن موقف الآخرين فيما يخص تمثيل الأنسنة الملتزمة التزاماً كاملاً بقضايا الإنسان كإنسان بغض النظر عن استغلال معالجة تلك القضايا لأغراض شخصية، أو أيديولوجية، أو مادية.
وأمل المفكّر محمد أركون أن تكون دعوته هذه إلى إحياء الأنسنة في جميع السياقات الإسلامية المعاصرة مسموعة ومفهومة على حقيقة أصولها ومقاصدها. كما وأنه يتمنى أن يتبناها جميع أولئك المهتمين بإنقاذ الإنسان من الوحشية الخطرة والجهل المؤسس الراسخ خصوصاً والعالم قد دخل الألفية الثالثة والقرن الخامس عشر الهجري بالنسبة للمسلمين وتاريخ الفكر الإسلامي.نبذة الناشر:يتحدث هذا الكتاب عن سبب ضمور الفكر الفلسفي-العقلاني في الساحة الإسلامية منذ انهيار الحضارة الكلاسيكية في القرن الثالث عشر الميلادي. ويكشف عن وجود تيار تنويري ذي حس إنساني، أي أنسني، واحترام لوظائف العقل كقوة تفكير نقدية في القرنين الثالث والرابع للهجرة بشكل خاص/أي التاسع والعاشر للميلاد.
وقد نتج هذا التيار الإنساني (أو الأَنسني) عن تزاوج الفلسفة الإغريقية مع التراث العربي-الإسلامي. فالتراث الديني وحده لا يكفي لتوليد تيار عقلاني يحترم إمكانيات الإنسان ويثق بها. وإنما ينبغي أن يخصبه أو يتفاعل معه تيار فلسفي قوي يعطي العقل كل حقوقه في الكشف المعرفي والإبداع الفكري: كالتيار الأفلاطوني-الأرسطوطاليسي مع امتداداته واكتشافاته الحديثة. وهذا ما حصل في الفترة الكلاسيكية من تطور الحضارة العربية-الإسلامية. فكان أن ازدهر الفكر العربي وتولّد هذا التيار الأَنسني العقلاني المتمثل في شخصيات كبرى: كالجاحظ، والتوحيدي، ومسكويه، وابن سينا، وابن رشد، والغزالي وفخر الدين الرازي، وابن الجوزي، وابن عقيل، الخ.. ولا يزال هذا التيار يدهشنا حتى اليوم على الرغم من المسافة الزمنية الكبيرة التي تفصل بيننا وبينه. ويحرّضنا هذا الوضع التاريخي للفكر الإسلامي على الانخراط في معارك فكرية جديدة. إقرأ المزيد