تاريخ النشر: 01/12/1994
الناشر: دار كنعان للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لا ينوي هذا الكتاب أن يصنع صورة شخصية لمؤرخ ديانات وعالم آشوريات معترف به، انه بعيد رسم سيرة حياة بوتيرو، فقط ما يلزم منها من أجل فهم أفضل لرؤيته للأشياء انطلاقاً من تكوينه الثقافي، تم تصوير هذا الكتاب على شكل دليل، دعوة إلى بعض النزهات في ما بين النهرين ...القديمة وحولها، رواحاً ومجيئاً وفي خطوط منحنية. انه يحتفظ قصداً بنبرة المحادثة، عبر استرجاع مواضيع سبق ذكرها، لكنها يتم تناولها كل مرة بطريقة مختلفة بعض الشيء.
يروي لنا جان بوتيرو قصصاً شديدة القدم. لكنه ليس راوياً فقط، انه أيضاً مربّ يعرف قيمة البرهنة التي تجرى عدة مرات. ونظراً لتكوينه منذ حداثة سنة، في مدرسة الفقه الكلاسيكي وتأويل الكتاب المقدس، بعد تعاطيه الفلسفة واللاهوت، سنين طويلة، وبعمق وتخصصه أخيراً في ممارسة التحقيق التاريخي، فإنه يعتبر اليوم واحداً بين العدد القليل من علماء الإنسانيات القديمة الحقيقيين. وتبعاً لاندفاعات فضوله، لم يكن، من خلال منهج العمل والتفكير الذي أوجده لنفسه انطلاقاً من دراسة القدماء، مجتراً أعمالهم دون كلل، عن النزوع نحو الهدف نفسه: فهم أقدم أجدادنا ومن خلالهم فهم الإنسان عموماً. حقل دراسته واسع جداً: فقد تخصص بادئ الأمر في تاريخ أقدم الديانات السامية، وراح يشتغل على العهد القديم ولغات الكتاب المقدس قبل أن يتأكد من أنه لا بدّ وراء الكتاب المقدس نفسه تاريخاً طويلاً وغنياً، تصادق عليه عشرات آلاف النصوص التي لا تجعلها كتابتها المسمارية يسيرة المنال. عمل جان بوتير بإغارته على الكتلة الهائلة لأرشيف حضارة ما بين النهرين القديمة، الموزع على ما يقرب من ثلاثة آلاف عام من التاريخ، عمل على إضاءة كثير من مقاطعات منطقة ما بين النهرين الهائلة: ولادة الكتابة، الرقية، السحر والتنجيم، الدين، الميدان القانوني والاقتصادي، نصوص أسطورية أكادية، ترجمة ملحمة جلجامش، تاريخ الكتاب المقدس ومسائل دينية كبرى متعلقة به، هي بعض القضايا التي عالجها في هذا الكتاب، بحثاً عن العقلانية التي تحكمها كلها، فإنه لحسن الحظ، عمد إلى استكشافها عن طريق وضع النقاش الفلسفي والتأويل التاريخي أحدهما إلى جوار الآخر.نبذة الناشر:يشكل سكان ما بين النهرين أقدم أسلاف يمكن الرجوع إليهم لأول ثقافة عُرفتْ تاريخياً. تلك التي ابتدعت الكتابة منذ خمسة آلاف سنة. وهذا ما يجعلنا جان بوتيرو نعيشه عبر أعماله التي ألقت ضوءاً جديداً على أصول الحضارة الغربية. من بابل إلى التوراة واليونان.
إنه يفصح من خلال هذه الأحاديث التي تبدو كجولة عبر حياته وأعماله. عن اتساع ميدان معرفته، فبعد دراسته لتاريخ أقدم الأديان السماوية، وبحثه في العهد القديم واللغات التوراتية اقتنع بأن وراء التوراة نفسه تاريخاً طويلاً وثرياً، تشهد عليه عشرات الألوف من اللوحيات الصلصالية التي كتبت بالخط المسماري.
يضع جان بوتيرو بين أيدينا، من خلال هذه الأحاديث، علماً هو ثمرة عمل دؤوب، لكنه مع ذلك بعيد عن الجفاف. فعبر نظرته الماكرة التي يلقيها باستمرار على عمله وعلى نفسه وعلى الآخرين ينقل إلينا، بتواضع، معرفة جد عظيمة. مما يحيل لكتاب مفعم بالمتعة والفائدة في آن. إقرأ المزيد