تاريخ النشر: 01/10/2001
الناشر: منشورات روائع مجدلاوي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:عرف المنطق عند القدماء من يونان ومسلمين وغربيين في العصور الوسطى والحديثة بأنه "آلة العلوم كلها" لا يستغني عنه طالب العلم، وهو كذلك لأنه يبحث في القوانين والشروط التي يسير وفقاً لها التفكير الصحيح في مجالات العلوم المختلفة وفي أمور الحياة. هذه القوانين والشروط التي ترجع إلى الطبيعة المركوزة ...في فطرة الإنسان والتي يمكن أن نشبهها في وقتنا الحاضر ببرنامج جهاز الحاسوب.
ولكنه برنامج له قوانينه وشروطه هذه التي قام علماء المنطق بإظهارها وإبرازها وتدوينها وتعليمها لطلبة العلم منذ وضع أرسطو (384-322 ق.م) مجموعة كتب المنطق باسم "الأورجانون"، وحتى عصرنا الحاضر، وما نظن أنهم اكتشفوا إلا جزءاً يسيراً من قوانين هذا البرنامج الفطري. لقد جاء كتاب البروفيسور "زكريا بشير إمام" في هذا السياق وبهذا التوجه، ليسد حاجة في مجال تعليم المنطق في المرحلة الجامعية، فجمع فيه بين المباحث الأساسية في المنطق القديم والمنطق الحديث، وهذه ميزة تُسجل للمؤلف الذي يتمتع بخبرة طويلة في تدريس هذا العلم في الجامعات. وقد ركز المؤلف على قضية حضارية هي سبق الأمم الشرقية في مصر وبلاد النوبة لليونان في تأسيس هذا العلم الهام رافضاً القول بما يسمى عند الغربيين "المعجزة اليونانية"، التي هي عندهم ابتكار الفلسفة والمنطق لأول مرة، وهي قضية بدأت الدراسات الغربية الحديثة تكشف جوابها وتؤكدها، مبينة أخذ الحضارة اليونانية من الحضارات السابقة وخصوصاً حضارة مصر القديمة، فهذه الحضارة ما كان يمكن أن تكون له هذه الإنجازات الخالدة لو لم تكن وراءها علوم متطورة تقوم على منطق سليم ومناهج في البحث دقيقة. وقد ضمّن المؤلف كتابه هذا أعداداً من التمارين والتدريبات تساهم في استيعاب القواعد المنطقية وتركيزها في أذهان المتعلمين. كما خصص جزءاً من الكتاب للحديث عن المنطق عند العرب وفي العالم الإسلامي، الأمر الذي يحتاج الطالب العربي والمسلم-في المرحلة الجامعية-إلى معرفته، إذا كان للعلماء المسلمين إسهامات بارزة في المنطق، لم يتم حتى الآن الكشف التام عن كل جوانب الأصالة والإبداع فيها. إقرأ المزيد