تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: دار جامعة الخرطوم للنشر
نبذة نيل وفرات:لا شك أن الدراسات الفلسفية في الأخلاق تعتبر من أهم وأخطر الدراسات الإنسانية العاصرة خاصة وأنها اتجهت لتناول القضايا التطبيقية بعد أن كانت تهتم بالعموميات والكليات العقلية المجردة وتقتصر على نطاق التجريدات المحضة من مثل ما هو الخير وما هي الفضيلة... الخ.
والكتاب الذي بين أيدينا هو دراسة فلسفية مورفولوجية ...للأخلاق السودانية. وقد حدد الكاتب أولاً بصورة واضحة منهجه الأخلاقي العام الذي يعتقد أنه من الاتساع بحيث يصلح للتطبيق عبر الثقافات المختلفة ثم قام بتطبيق ذلك على الفضائل والقيم والمعايير الأخلاقية التقليدية في المجتمع السوداني في شمال البلاد. وهو يحوي دراسة فلسفية فريدة للفضائل التقليدية السودانية التي كانت مثار اهتمامه.
وبصفة عامة يقع هذا الكتاب في ثلاثة أجزاء رئيسية، ففي الجزء الأول يتناول الباحث مناهج الأخلاق الوصفية وهو عبارة عن دراسة في النظرية الأخلاقية قصد منها الوصول إلى تعريف جامع واسع للأخلاق يصلح للتطبيق بفعالية عبر الثقافات المختلفة بحيث يتحاشى مشكلة التحيز للعنصر ويتفادى الإشكالات التي تواجه التعريفات الضيقة المحدودة للأخلاق. كما وأنه ربط فيه بين الأخلاق والايديولوجية وانتهى في هذا الجزء إلى وضع نظرية أخلاقية تحدد معنى الأخلاق الوصفية وصلتها بالأخلاق المعيارية وموضوعات اهتمامها. أضف إلى ذلك أنه تناول فكرة الفضيلة ومعناها وأهميتها من حيث صلتها بتصور المرء الشامل للحياة وعلاقتها بالأخلاق الوصفية وشرح طبيعة التركيب المفتوح وصلته بتغيرات وتبدلات واختلافات معاني الفضائل في المجتمع الواحد ودلالات ذلك.
أما الجزء الثاني فقد اهتم المؤلف فيه بتطبيق منهجه الذي طرحه في الجزء الأول عن الفضائل التقليدية السودانية وقد ركز بصفة أساسية على فضائل محددة انحصرت في الشجاعة والكرم والشرف والكرامة والعرض واحترام النفس. وقد قدم الباحث دراسة مورفولوجية مكثفة لهذه الفضائل خلُص منها إلى أن نسق الأخلاق السودانية التقليدية يغلب عليه أنه غيريّ التحديد بمعنى أن مكانة الفرد الأخلاقية فيه تعتمد إلى حدّ كبير على اعتقادات الآخرين من الناس في المجتمع وأفعالهم.
أما الجزء الثالث فقد ضمّن فيه المؤلف نصاً كاملاً للمقابلات التي أجراها مع طلابه الثلاثة من غير تبديل أو تصحيح حتى للأخطاء اللغوية وذلك حرصاً منه على الحفاظ على نصوص المقابلات كما هي تفادياً للتحريف والتبديل الذي قد يؤدي إلى الإخلال بالمعاني والمفاهيم التي أوردها المخبرون والتي عليها بصفة أساسية في تحليلاته وتطبيقاته خاصة في الجزء الثاني. إقرأ المزيد