الآشوريون في الفكر العراقي المعاصر، دراسة مسألة: في العقلية العراقية تجاه الأقليات
(1)    
المرتبة: 9,042
تاريخ النشر: 01/10/2001
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:يعد من نافلة القول تكرار التأكيد في كون الآشوريين هم، من الناحية القومية، تقريباً، معظم أبناء الطوائف الكلدانية والسريانية والمشرقية "النسطورية" في العراق. فالآشوريون هم شعب واحد أو مجموعة قومية واحدة، برغم الاختلاف الطائفي والكنسي بينهم وتعدد تسمياتهم، فإن لهم مقومات قومية مشتركة، من لغة وتاريخ وتقاليد وأماني وتطلعات، ...تجعلهم ينتمون إلى مجموعة واحدة، كما تجعلهم مختلفين قومياً، لا بل وحتى دينياً، عن غيرهم من القوميات العربية والكردية والتركمانية في العراق، وما يترتب على هذا الاختلاف الأخير من معتقدات وممارسات تراثية واجتماعية.
والمهم في هذا الموضوع الذي هو مدار الدراسة في هذا الكتاب هو البحث في نظرة الفكر العراقي إلى الآشوريين، التي تختلف عما هو عليه في الحقيقة التاريخية الموضوعية لهذه المجموعة. إن المسألة الآشورية في العراق كانت قد طغت على السطح السياسي، عراقياً ودولياً، وبشكل بارز في الثلث الأول من هذا القرن، وتكوّن الفكر العراقي تجاهها بما فيه من أفكار وتصورات وسياسات ومواقف متناسقة ومترابطة، لذلك فإن منطق البحث يقضي بأن تكون هذه التصورات والمواقف نماذج من هذا الفكر، والتي تواصلت نحو الفترات اللاحقة بحيث انسحبت تقريباً على كل مراحل تاريخ العراق السياسي المعاصر.
ويجدر الإشارة إلى أن تأكيد المؤلف بأن هدفه من طرح هذا الموضوع ليس للنشر في سلبيات الماضي المؤلمة لتاريخ العراق المعاصر، وإشارتها بشكل تحريضي أو استفزازي. إنما هدفه المبتغي هو دراسة جانب من بعض جوانب تاريخ العراق السياسي المعاصر الذي ما زالت تأثيراته قائمة حتى اليوم، ومن ثم محاولة تقييمها من خلال طرح وجهة نظر الطرق الآخر المتمثل بالجانب الآشوري وذلك على طريق فهم سلبيات الماضي ودراستها وتقويمها بنظرة علمية موضوعية ليحول ذلك دون حمل تلك السلبيات بجوانبها المهلكة المدمرة، ونقلها إلى الحاضر وبناء أسس المستقبل عليها.نبذة الناشر:لا تختلف مسألة الآشوريين عن غيرها من مسائل الأقليات في المنطقة إلاّ بحسب وجهة نظر التي تناول هذه الأقلية وتحاول فهمها، وكيفية التعامل معها... أما الآشوريون، الأقلية الأقدم بين شعوب بلاد ما بين النهرين، فكيف يُنظر إليهم، ولا سيما من قبل النخبة العراقية الحاكمة. وبمعنى آخر، كيف تنظر "العقلية العراقية" إلى مسألة الآشوريين، وكيف تم التعامل معهم عبر قرن من الزمان ابتداءً من الحرب الكونية الأولى وحتى اليوم، مروراً بالنزاع البريطاني العراقي وتشكيل الكيان السياسي للعراق.
يعرض هذا الكتاب كيفية فهم العقلية العراقية لمسألة الآشوريين، انطلاقاً من تحديد مفهوم الفكر العراقي، ومن خلال عرض لنماذج من هذا الفكر، ومواقف الأحزاب السياسية، وخاصة موقف حزب البعث الحاكم من مسائل الآشوريين والأقليات بشكل عام.
وتتم مناقشة هذه الأمور من ضمن مفهوم "الاختلاف المشروع" وقبول التعددية الفكرية، بعيداً عن الإطلاق والشمولية والعداء السافر، وذلك من وجهة نظر آشورية تحاول أن تساهم في بناء المجتمع الإنساني المعاصر؛ "المجتمع الذي تنشده كل الشعوب المحبة للحرية والسلام". إقرأ المزيد