بيت المقدس أمام أحداث التاريخ
(0)    
المرتبة: 157,903
تاريخ النشر: 01/09/2001
الناشر: دار ومكتبة التراث الأدبي
نبذة نيل وفرات:مدينة بيت المقدس، من أولى المدن التي تتجه إليها أنظار العالم بأسره منذ أقدم عهود التاريخ، وذلك للهالة الروحية السامية التي أحيطت بها منذ آلاف السنين. فهي المدينة الوحيدة في العالم، التي تعتبر من أبرز المعالم المقدسة بالنسبة للديانات السماوية الثلاث، تعبق في أجوائها أنفاس الأنبياء والمرسلين، وتجتمع فوق ...تربتها الجليلة آثار خالدة تتسم كلها بطابع التقديس والتمجيد. مما جعلها محجة لشعوب الأرض كافة ولهوى أفئدة المؤمنين في مختلف أنحاء المعمورة.
ولعل من مفارقات القدر أن تتعاقب على هذه المدينة المطهرة، رغم ما اتصفت به من معالم التقديس والإجلال، موجات متتالية من أحداث التاريخ الجسام كانت ترتدي في معظم الأحايين طابعاً مثيراً تتجلى فيه القسوة والعنف بشكل قلما شهدت مثله آيه حاضرة أخرى من حواضر العالم العادية.
وقد تناقلت هذه المدينة المقدسة أيدي الفاتحين على اختلاف ديارهم ومعتقداتهم-مراراً وتكراراً في شتى أدوار التاريخ. كل يزعم حرصه الشديد على صيانة ما فيها من المحرمات. ويدعى لنفسه أو لقومه حق الحفاظ عليها. إلا أن التاريخ يشهد بأن العرب الذين كانوا من أقدم الشعوب التي استوطنت فلسطين بصورة عامة، وأول من أقام حاضرة في نفس المكان الذي تقوم عليه المدينة المقدسة حالياً كانوا أشد الفاتحين مراعاة لحرمان بيت المقدس في كل فترة من فترات التاريخ التي كانوا يضطرون لانتزاعها بالقوة من أيدي من استولى عليها من المتسلطين الغرباء عن هذه الديار.
إيضاحاً لكل هذه الحقائق الأولية الثابتة، وما يتفرع عنها من الاعتبارات التفصيلية، والمفارقات المتعددة، جاء هذا الكتاب الذي يضم بحثاً موضوعياً يستعرض الباحث فيه ما تعرضت له مدينة "بيت المقدس" من الأحداث التاريخية الجسام بدءاً من نزوح إبراهيم الخليل إليها في أواخر القرن الثامن عشر قبل الميلاد وانتهاءً بالنكبة الكبرى في 5 حزيران 1967 بحيث يحدد فيه ما اتصف به كل حدث منها من المظاهر الواقعية، سواء كانت تلك المظاهر تتسم بالقسوة والعنف أو الرفق واللين. كما يوضح العوامل الدافعة لكل حدث وهدفه تحميل كل من الشعوب التي تعاقبت على مسرح تلك الأحداث مسؤولياته فيها أمام التاريخ، بحيث تؤدي المقارنة السليمة العادلة التي تمييز بين المغتصب الباغي، والمنقذ العادل. إقرأ المزيد