التنوخيون ودورهم في جبل لبنان
(0)    
المرتبة: 243,111
تاريخ النشر: 12/12/2019
الناشر: دار ومكتبة التراث الأدبي
نبذة نيل وفرات:من المعروف أنّ كتابة التاريخ هي من أصعب المهام، إذ يترتّب على هذه الكتابة مهمّة استنباط الحقائق، وإظهار ما خفي، وإيضاح ما عَمَدَ كُثُر إلى تشويهه وتحويره خدمةً لأغراض مشبوهة.
لذلك، وتحت وطأة إستحقاقات التاريخ التي لا مفرّ منها، كان من الواجب كتابة الصحيح منه والعودة إلى المنابع والأصول.
هذا ما ...حدا بالكاتب والمؤرّخ نديم حمزة بالإنكباب على دراسة تاريخ منطقة الغرب والتنوخيين وتاريخ لبنان عموماً بتفاصيله الدقيقة، بعيداً عن التشويه والعبث بمحتوياته، وذلك خدمةً للحقيقة، ولكيما تستقيم المعتقدات التي كانت سائدة ردحاً من الزمن؛ فعل ذلك نديم حمزة، حتى يسلم المستقبل من التهديدات والمخاطر المتربّصة، والتي من الممكن أن تنقضّ على بلادنا وتقضي على شعبنا ووحدته وإستقلاله وكرامته.
وللّذي لم يعلم بعد؛ إنّ لبنان الذي تغنّى به الشعراء، لبنان الماء والخضرة والشكل الحسن الذي يُعدّ جنة الله على الأرض، وهو من صنيعة الأسرة التنوخيّة التي زادت عن أرضه من هجمات الداخل والخارج على حدّ سواء، إذ حارب هؤلاء من منطلق وطني بدون تفرقة بين الطوائف، معتبرين أنّ الأخلاق الحسنة والشجاعة والإيمان والمروءة هي الصفات الأساسية التي عليها تُبنى الأوطان وتتحصّن في وجهِ كلّ غازٍ معتدي.
وعليه، نجد أنّ هذا الكتاب "التنوخيون ودورهم في جبل لبنان"، هو حاجة ماسّة للأجيال القادمة من كلّ الطوائف التي تشكّل المكوّن البشري في هذه المنطقة من العالم: لبنان والعالم العربي.
إذ من الواجب أن نعلم أنّه في زمن ما، ومنذ خمسة قرون، برز من بين التنوخيين علاّمة قدّيس سُمّي العارف بالله، وهو الأمير السيّد جمال الدين عبد الله التنوخي، وكان يُعنى بتعليم الإناث على حدّ سواء كما هو معلوم من أجل الذكور.
نعم، لقد أضاء الأمير السيّد شعلة المعرفة والحداثة، في زمن كان فيه السواد الأعظم من البشر يرسفون في أغلال الجهل وظلام الأميّة، وها هو الأمير السيد التنوخي يعظ مرشداً كلّ من أتاه يطلب هداية ومعرفة وحلاًّ لمعضلة أو لمسألة مستعصية، وكان مريدوه من كلّ الطوائف، فوجدوا فيه أباً روحياً ارتفع إلى مصاف النبل والقداسة.
هذا ما كان من أحوال التنوخيين في مسائل عدّة، وهم بُناة الصيغة التي عليها ينهض لبنان، إنّ الطائفة التي تقاتل من أجل هذه الأرض ذوداً عن كل الطوائف الأخرى، ودفاعاً عن حريّة وكرامة الأرض والإنسان من دون تفرّقة، هي الطائفة التي تستأهل لقب الوطنية ولقب الخلود، وتترك أثراً بارزاً في التاريخ، فيحفظها ويحفظ ذكرها إلى الأبد. إقرأ المزيد