تاريخ النشر: 01/01/1985
الناشر: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:صاحب الديوان هو أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن ميكال أوحد عصره في "خراسان" أدباً وفضلاً وعقلاً. ثُقِّفَ الميكالي ثقافة عربية-إسلامية، وكان حافظاً للأشعار والملح، وكان من جملة الذين اعتمد عليهم "الثعالبي" في تصنيفه "يتيمته" وروى عنه "العتبي" شيئا من نثره. عاش "أبو الفضل" حياة طويلة، كانت حافلة ...بالخصب والعطاء، وذكر المؤرخون جملة من المصنفات التي وضعها. هذا ولم يشر أحد من معاصري "الميكالي"، الذين ترجموا له كالعتبي والثعالبي والمطوّعي والباخرزي إلى أن له ديواناً. وأشار "الثعالبي" في ترجمته للمطوّعي إلى أنه صنف كتاباً اسمه درج الفوردرج الدرر في محاسن نظم الأمير الميكالي ونثره.
ولا شك أن هذا الكتاب كان نواة ديوان شعر الميكالي وديوان "رسائله" أيضاً. ومما قال الثعالبي عن أبي الفضل بأنه إذا تعاطى النظم فكان عبد الله بن المعتز وعبيد الله بن عبد الله بن طاهر وأبا فراس الحمداني قد نشروا وقد كان الثعالبي مصيباً في مقارنة الميكالي بابن المعتز إلى حد ما . فهما أميران، من أبناء الملوك، شاعران وصافان، يعنيان بالزخارف اللفظية والمحسنات البديعية، ووصف الطبيعة والأزهار والغزل "الصناعي" ويتخذان الشعر وسيلة للتسلية لا للكسب.
لقد طرق الميكالي مختلف الأغراض المعروفة في عصره، عدا المديح فليس له إلا مقطعات في مرح والده الأمير، أما الأغراض الأخرى التي طرقها فكانت: الفخر، الغزل بأنواعه، الوصف، الأخوانيات، الرثاء، الحكمة. اهتم الميكالي كثيراً بالمحسنات البديعية، واشتهر الجناس، وطرز شعره بألوان البديع، واستعان بثقافته الواسعة، وأفاد من كل ذلك في معاني شعره وصوره فتجد فيه الاستعارة والكناية والتشبيه. وكان يميل إلى البساطة في التعبير، ولم يجنح إلى الكلمات الحوشية القاموسية، بل حرص على انتقاء الألفاظ، وتحليتها بمختلف أنواع الصنعة البديعية، ونادراً ما يستعمل الكلمات الفارسية، وتراه أحياناً يوشح أشعاره بالاستعارات الفقهية الذكية والاقتباس من القرآن والأمثال والكلمات الساترة.
وكل هذا دليل على عمق ثقافته وتضلعه في مختلف الفنون. أما أخيلة أبي الفضل، فلقد كثرت في شعره كثرة أدته إليها طبيعة الطريقة التي كان ينظم بها شعره في مقتطعات صغيرة، ولا تكاد تخلو قطعة من أشعاره من الاستعارات والكنايات والتشبيهات. وأسلوبه في الغزل، رقيق عذب، أجاد انتقاء ألفاظه بدقة، وكان بارعاً في الهجاء، غير أنه كان عفيفاً فيه، أقرب إلى المداعبة منه إلى الهجاء التقليدي المفزع.
وقد حرص المحقق على جمع كل ما صح عنده من أشعار أبي الفضل الميكالي بين دفتي هذا الكتاب، وذلك من المصادر المطبوعة والمخطوطة، مع الحرص أن تكون هذه الأشعار "موثقة" من قبل رواته المعروفين: المطوّعي، الثعالبي، العتبي، الباخرزي، رصيد هذا الديوان 194 نتفة وقطعة وقصيدة مجموع أبياتها نحو 615 بيتاً، وأمل المحقق أن يحظى عمله هذا بعناية المعنيين بأدب القرنين الرابع والخامس فينال النقد والتقويم والاستدراك. إقرأ المزيد