الماركسلامية والقرآن أو الباحثون عن عمامة لدارون و ماركس
(5)    
المرتبة: 47,734
تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:إن المسلمين يتعرضون اليوم في فهمهم لإسلامهم لنوع من التحديث للإسلام هو على مستوى من الخطورة لم يعرف مثيل له من قبل. كما يتعرضون لعملية تزييف وتزوير هي من أبشع عمليات التزييف والتزوير على الإطلاق، لأن مطرحها عقول هؤلاء الناس المؤمنين بالله، وأدواتها آيات الله الذي يؤمنون به وبها، ...وفاعلوها يلبسون عباءة الإسلام، ويعلنون بأنهم هم الذين وقعوا على الحقيقة فيه، وأن غيرهم من المسلمين المؤمنين عند محمد صلى الله عليه وسلم حتى يومنا هذا ما كانوا إلا على الباطل، يقفون أمام المرآة ويقرؤون الصورة بشكل معكوس، ليقدموا لهؤلاء الناس إسلاماً غير الإسلام الذي عرفوه، وقرآنا غير القرآن الذي قرؤوه، ومحمداً صلى الله عليه وسلم غير محمد الذي اتبعوه، وراسخين في العلم غير الراسخين في العلم، الذين يؤمنون بالمتشابه من الكتاب دون أن يتأولوه.
وعلى كثرة الردود على هذا النوع من دعاوى المعاصرة والحداثة، فإن محمد صيّاح المعراوي، مؤلف الكتاب الذي بين أيدينا، وجد أنها لم تحط بالموضوع من كل جوانبه، وأنها في معظمها تستند إلى طروحات وأدلة مرفوضة سلفاً من صاحب-وبالأحرى من صاحبي الدكتور محمد شحرور والدكتور جعفر دك الباب-كتاب (الكتاب والقرآن، قراءة معاصرة) وهو موضوع المناقشة المطروحة من على صفحات (الماركسلامية والقرآن)، مما يتيح له، أولهما، الزعم بأن أحداً لم يرد بعد فمن خلال كتابه هذا انبرى المؤلف للدفاع عن المسلمين في عقولهم وما يراد بها، وعقيدتهم، ويحاك لها، بما يملك من قدرة عدته في ذلك منطق لمنطق، ودليل لدليل، وحجة وحجة، دون تلاعب بالألفاظ، ودون عبث في آيات الله. ومحاولة الدكتور محمد شحرور من كتابه الذي هو موضوع المناقشة تتجلى في بحثه في آيات القرآن الكريم وراء الحرف والكلمة، وأمامهما، ومن بين أيديهما، للعثور على حرف ينبو بكلمة عن معناها، أو كلمة تجعل قارئ النص في شبهة من المعنى الذي تؤديه... الشبهة، فإذا حصل عليها كفى.
وطريقة الدكتور شحرور بدت مثيرة، ومنهجه كان علمياً فيما يراه، إلا انه لا يسميه ولا يدل عليه، ولكن قارئاً عادياً من الثقافة والاطلاع غير كبير، يدرك من اللحظة الأولى، أن المنهج هو الماركسية لا الديكارتية التي كان يلجأ إليها من قبله المفكرون الإسلاميون الذين ساروا على درب المنهجية المعاصرة في دراساتهم الإسلامية، والديكارتية هو منهج الشك بينما كان منهج الدكتور شحرور في معالجته هو منهج الجردية المادية والتاريخية وليس منهج الشك. فماذا قدم محمد شحرور في محاولته هذه؟
هذا ما سيراه ويتعرض له ويناقشه المؤلف في الباب الثاني والثالث من هذا الكتاب وأما الباب الأول فقد تحدث في فصوله عن الإسلام ومواجهته للباطل، وإذا كانت وسائل خصومه من الكثرة لذا فقد تعرض المؤلف لأبرزها وأخطرها ألا وهي الوسيلة التي تتخذ من الثقافة والعلم ساتراً تختفي وراءه، وتعمد بدهاء لجعل بعض المسلمين، وبعض مثقفيهم بخاصة، أدوات لهذه الحرب، قصدوا بذلك أم لم يقصدوه. كما أنه تطرق في هذا الباب في جهته إلى المسؤول عن هذه الظاهرة، كما بحث في الدور الذي لعبه رموز المسلمين وما كان عليهم أن يلعبوه في هذا المجال، وفي وسائل الرد وكيف يتم الرد على خصوم المسلمين في كل أساليبهم.نبذة الناشر:إن هذا الكتاب هو دراسة تفحّص وتمحيص لكتاب الدكتور محمد شحرور (الكتاب والقرآن قراءة معاصرة) لا قراءة تصفح وتعرف وقد أنفق المؤلف في هذا الكتاب أربع سنوات من العمل المضني، ناقش أطروحاته بتجرد ونزاهة ولا سيما على المستوى المنهجي. إقرأ المزيد