الشعر والعمارة توأما حضارة ، دراسة عباسية
(0)    
المرتبة: 37,461
تاريخ النشر: 01/08/2001
الناشر: دار المنهل اللبناني للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:تقول الشاعرة الأميركية "اميلي ديكنسون": ليس ثمّة بارجة كالكتاب لتنقلنا بعيداً بعيداً..." والدكتور ضاهر أبو غزالة في كتابه "الشعر والعمارة توأما حضارة" يرجع بنا إلى الأزمنة العباسية متتبعاً الحضارة العمرانية العربية من خلال نصوص شعرية انتقاها من نتاج الشعراء المشتت، والذي استوجب الجهد الكبير، وتطلب الكثيف بغية جمعه وإحيائه ...من جديد، وانطلاقاً من أن "الدول تدوّل وملكها يزول، وتبقى معالم حضارتها يخلدها الشاعر في قصائده الراسخة..."
وجّه المؤلف دراسته مسلطاً الضوء على ملامح الحضارة العمرانية، ولكون الشعر في حد ذاته حضارة، والحضارة التي يبعثها الشعر ويحيي معالمها تزداد رسوخاً، عرف الدكتور أبو غزالة كيف يستغل تآلف الشعر والعمران، ويولد منهما توأمي حضارة، محققاً غايته في وضع مؤلف يفيد الدارس والمتعلم والقارئ العادي.
إن الكلام على العمران من خلال الشعر يجر إلى الكلام على الإنسان فإبان الحديث عن القصور المترفة تكشّف حياة العربي بوجوهها المختلة. بأمجادها ومآثرها، ببذخها ومجونها، بسلوكها ونزعاتها. وهكذا لم يعد الكتاب مقتصراً على حضارة العمران في العصر العباسي فحسب، وإنما تجاوزها إلى عرض صورة جليّة عن الحياة الاجتماعية وبخاصة حياة القصور والحدائق، ومقاصف الشرب، ومجالس الطرب والغناء...
وهكذا استطاع الدكتور أبو غزالة أن يقدّم في كتابه حصراً شاملاً لأنواع الحضارة العمرانية كلها أولاً، وصورة لحياة العرب في بذخهم وفجورهم ثانياً، كما برز دور الشعر في قدرته على إحياء الفن، أما بالنسبة إلى المنهجية التي اتبعها المؤلف في هذا الكتاب فجليّة في اعتماده الوضوح، والمباشرة، والبساطة وحسن التبويب والعرض، ما يؤكد التزامه البحث العلمي الرصين والموضوعية الجادة. أما بالنسبة لعناوين الأبواب فقد جاءت كما يلي: الباب الأول: الحضارة العمرانية العربية في العصر العباسي، الباب الثاني، أثر العمارة العربية في الشعر العباسي.نبذة الناشر:الشعر من البيئة بمنزلة الشعاع من السراج؛ ولا يكون شعاع السراج ضئيلاً إلاّ إذا كان زيته شحيحاً... فمن ميزات الشاعر أنّه يصوّر الواقع الذي يعيش فيه ويتطور معه بتطور الزمن مع مرور الأيام. وبذلك يكون للشاعر دور في صنع حياة شعبه وتاريخه العام. فبقدر ما تكون الأمّة غنية بأشكالها ومناحيها الحضارية بقدر ما ينتج الشاعر ويعطي... ومن هنا، فلا غرو من أن تكون جمالات الطبيعة، وجلالات العمارة بما هي عليه من أناقة الزخرفة، وبديع التنميق، وروعة التوريق، ومبهج الروض في العصور العباسية، قد استولت على قلوب الشعراء، فأنشأوا يختلفون إليها، ويعقدون في ربوعها حلقات الأنس، ومجالس الطرب، تغريهم بها مفاتن النقش، ويحفزهم عليها رخاء العيش، وصفاء البال، واسباب اللهو والترف، ليصوّروا هذا الواقع الحضاري بأبهى صورة عن طريق الإفاضة في الكلام عليه، والإطناب في وصفه، وفي إبراز أصباغه كما امتثلته حواسّهم ما خلّد في هذا الواقع على الرّغم ممّا أصابه من تشويه، وما طرأ عليه من تبديل، وما اعتراه من زوال. وهذا يؤكّد ما للشاعر من دور في صنع تاريخ شعبه الحضاري. إقرأ المزيد