تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: أفريقيا الشرق
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"دخل زنقة بو القنادل، هناك وقفت امرأة وطفل، كان يصيحان بصوت رقيق ومجهد "يحيا رجال الوطن". توقف. لم يقْوَ على رمي رجليه إلى الأمام. انبهار تام، ثمالة نخوة، غابة كثيفة من الأسلاك الشائكة تسد الزقاق في وجهه، ورجفة صحوة تسري في كل جسده. تراءى له عالم كان متوارياً في ...أعماقه، نظر إلى وهج الوجهين. كان دويّ الزغاريد العذب وهتاف الطفل يصله كأصوات رحمة انبلجت من السماء، انها له، احتفاء غامر لاحقه منذ زمن بعيد، وها هي لذة تحققه الخاطف ترتسم الآن في حينه ونظرته. كما لو أنه يستقبل ضوء فجر جديد. للحظة سيكون ذلك الرجل الذي تمناه دائماً، سامق، معتد، بطل. لن يذكره الطفل هارباً ومولياً ظهره بل صامداً ومشرعاً صدره، لن يخذلهما، سيكون جديراً بالزغاريد والهتاف، اقتربت الجزمات العسكرية الصلدة فاستدار نحوها، حمى صورة الزعيم بكف يده، واستقبل الرصاص".نبذة الناشر:تقنين الوجود، وفرض انضباط تام وأعمى، هو الجحيم عينه بالنسبة لأناس كانوا كالنسيم، يتدبرون حريتهم بإلحاح في عتمة التاريخ، يمازحون المخزن، ويجهزون خطاهم لكل الاحتمالات، مسيرة تبعثر في الجهات الآمنة، خيام مطوية، وبهائم موهوبة للفرار، وحنين يلتذ بالنشيج وأحلام العودة.. إرث خفة ورشاقة ارتداد آمن، وحكمة عدم المجازفة بدخول معارك خاسرة، لقد رأت القبيلة سلامتها أبداً في الفر والإدبار. وربحت حروباً كثيرة لأنها واجهت أسنة وسيوفاً شديدة ومتعطشة للدماء بالخواء الصقيل، كينونة شبحية، تتبخر في الريح، وتسكن الصدى، وتعاشر الهباء، وتعبر التاريخ كما تعبر الظلال الأشياء.. إقرأ المزيد