الشعر والتأويل - قراءة في شعر أدونيس
(0)    
المرتبة: 65,107
تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: أفريقيا الشرق
نبذة نيل وفرات:الشعر تأويل، التحام كلي بين الحرية والضرورة، فالضرورة والحرية مرتبطان متداخلان كما يتداخل الوعي باللاوعي، لأن الفن أساساً يعتمد مبدأ تماهي الأنشطة، والتداخل بين ما هو خاص وما هو عام، ومن ثم فما يميز الشعر كما يرى "شيلنج" هو ما يميز جميع الفنون، إذ هو تمثيل المطلق أو الشمولي ...فيما هو خاص. من هذا المنطلق يمكن القول بأن الشعر مغامرة تهدف إلى فتح دروب الحرية كفعل للاختيار، والولوج في المجهول، وهو ما يمكن من خلق تجريب "إبداعي" يكشف المتحجب، ويعري بؤرة التوتر الحي الخالق دوماً لأسئلته المتناهية كما يعري أيضاً جوهر الديناميكية الفاعلة للإنسان.
وفي هذا الكتاب ومن خلال قراءة في شعر أدونيس يكشف الكاتب بأن الشعرية كما يمارسها أو يوظفها أدونيس، قد مارست التجريب، فكرست الجاهز والمألوف، كما فتحت أفق استشراف المجهول، لكنها عرفت محطتين أساسيتين تتميز الواحدة منهما عن الأخرى وهما علامتان مؤسسيتان للمشروع الشعري الأدونيسي المتشابك. المحطة الأولى هي محطة الشعرية الإشارية الرمزية، حيث كان الشاعر مهووساً بالبحث عن الأقنعة بوصفها "رموزاً" يلتجئ إليها ليضفي على صوته نبرة موضوعية، شبه محايدة، تنأى به عن التدفق المباشر للذات، دون أن يخفي الرمز المنظور الذي يحدد موقف الشاعر من عصره. أما المحطة الثانية الأساسية في المشروع الأدونيسي فهي محطة الشعرية التأويلية، شعرية لا تمارس إنتاج الأقنعة والرموز والإشارات فحسب، بل تضيف إلى ذلك إنجازاً آخر هو ممارسة التأويل. وبالنسبة لأدونيس فالشعر ذاته مؤوِّل ومؤوَّل، فهو يخوض في مغامرة القراءة بمعناها الشامل، للذات والمكان والتاريخ والتراث لولوج دروب الفهم العميق للكينونة. بداية هذه المحطة تعترف بصدور أبجدية ثانية 1994، ويتأكد رسوخها بصدور الجزء الأول من العمل الشعري "الكتاب" الذي يراه الباحث بأنه يعدّ بمثابة كوميديا أرضية-لا إلهية-تدخل في عملية التأويل الشامل، من خلال إعادة القراءة وحوار التراث. وقد تمّ للباحث إقامة رؤياه تلك وتحليلاته على ضوء قراءته لهذين العملين من أعمال أدونيس لأنهما يستعيدان الحوار مع التاريخ، من حيث كونه لغة دالة على الكينونة، فأدونيس وفي عمليه هذين يقف موقف المؤوِّل والمؤوَّل يصغي إلى ما قيل ليؤوله من جديد. وهو بذلك يعيد تأسيس التاريخ عبر علاقة سؤال ذاتي بالوجود التاريخي. الباحث بذلك يكون قد ظفر برؤية جديدة، وتعامل مختلف أضافا إنجازاً هائلاً للشعر العربي. وأمله في عمله هذا الإسهام في إضاءة جانب هام في شعرية أدونيس الخصبة.نبذة المؤلف:إن الشعر بوصفه سلباً لظواهرية العالم، أو لانكشاف ملموس وتجل مألوف يتوخى إعادة فهم الوجود ومساءلة الكينونة لتأسيس رؤية الإكتناه العميق، ومن ثم تغدو فاعليته تمارس التأويل الشامل.
وفي كتابنا هذا نستخلص أن الشعرية الأدونيسية ممارسة هرمونيطيقية، يحضر في صلبها سؤال الذات والكتابة، كإثارة حيوية لأبعاد الكينونة المتعددة التي تخضع لآلية الكشف بما هو فهم وتأويل يعيد طرح أسس مساءلة الوجود من أجل بناء حوار خصب مع مختلف أشكال الأثر المكتوب منه أو المنسي في اللاوعي الفردي والجمعي أيضاً.
وقد اخترنا في هذا الكتاب النقدي، أن نتناول عملين أساسين في المشروع الأدونيسي الكبير هما: أبجدية ثانية، والكتاب، لأنهما يستعيدان الحوار مع التاريخ، من حيث كونه لغة دالة على الكينونة، فالشاعر هنا يصغي إلى ما قيل ثم يؤوله من جديد، وهو بذلك لا يجعلنا ندخل التاريخ، وإنما يجعله داخلاً في ذواتنا وفي عصرنا وبالتالي يعيد تأسيسه عبر علاقة سؤالنا الذاتي بالوجود التاريخي وهي إمكانية عميقة لفهم الكينونة التي تشملنا جميعاً حاضراً وماضياً واستقبالاً. إقرأ المزيد