الأعمال الشعرية: سليمان العيسى
(0)    
المرتبة: 244,727
تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:"ضدي علي قبل العناق، شدي، فلن يروي اشتياقي، ظمئي كغلتك الرهيبة، واحتراقك كاحتراقي، شدي على شفتي يا بغداد، زلزلني التلاقي، بغداد، هذي أنت، بعد الصمت، والحجب الصفاق، بغداد تقتلع السدود، وألف فجر في انطلاق، الفارس العربي.. موجي يا ميادين السباق، ضمّي حوافر مهره وتنشقي أرج العتاق، عاد العراق.. ليسحق ...الأغلال أعصار العراق، عاد العراق.. ليملأ الميدان، محطوم الوثاق، الراعد الجبار من بغداد، والفجر الحبيب، نفض النيام ليرقصوا، ليعانقوه، ليستجيبوا، الثورة انطلقت، وهزّ الدار مذياعي القريب، وتعلقت بالبزة السمراء بالنبأ القلوب، المجرمون على النعال، يجرهم موج غضوب، تحت النعال... كذاك تنهي قصة الغدر الشعوب".
كتب الشاعر سليمان العيسى قصيدته هذه لبغداد في عام 19658، ونسترجعها اليوم حيّةً معانيها، وكأنها تنظم لعراق اليوم. هكذا هو الشاعر يستقطب الأحاسيس، يرسلها معاني تتاهدى على وقعٍ يستحثّ من خلاله النفوس. وتتوالى إيقاعات يظل سريانها عبر الزمن. هو ذا سليمان عيسى الشاعر الذي يرى في الشعر نبض الحياة العميق وقمة كفاح الإنسانية، وهو لا يستطيع تصور إنسانية بلا شعر، وأما عن نفسه فهو يقول بأنه ليس بشاعر، وإنما هو خليّة في جسد، تبحث عن ملايين الخلايا من أخواتها، وتكافح بلا هوادة، لكي يتحرك الجسد، وتتفتح الحياة، وجسده هو أمته، العربية العظيمة، المنكوبة الممزقة، التي مدّت جسور الحضارة بينه وبين العالم، ومنذ وجد العالم وكانت الحضارات. من هنا تبدأ قصة الشعر معه، وفي حياته. وهنا ستنتهي. والشريط الذي يستعرضه سليمان العيسى، والذي سيتمتع بها القارئ من خلال هذه المجلدات، ليس إلا حلماً رائعاً، يقاتل ليتحقق كل منجزات التاريخ العظيمة، كانت في يوم من الأيام أحلاماً عظيمة.
من هذه القناعة انطلق الشاعر سليمان العيسى... هو جزء من الإنسانية، ولا سيما المقهورة المعذبة منها، يحس بها، ويدافع عنها، من خلال شتى المعاني. الجمالية، الواقعية، السياسية، الاجتماعية... ولم يتغافل عن تلك التي تشمل الطفولة واحتياجاتها في حين تناساها سائر الشعراء. إقرأ المزيد