رعب السؤال وأزمة الفكر التربوي
(0)    
المرتبة: 11,175
تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
نبذة نيل وفرات:ما الجدوى المتوقعة من هذا الكتاب؟ وما مدى صحة ادعاءاته في ما يتعلق بخلو الساحة التربوية العربية من الأسئلة؟ وما درجة جدية رعب العالم في الميدان التربوي من السؤال؟
لقد شعر المؤلف خلال حياته المهنية في الحقل التربوي، بأن الفكر التربوي المنتج محلياً عملة نادرة، الأمر الذي خلق فراغاً كان ...لا بد من سده بواسطة فكر غريب. وقاده التفكير في هذا الموضوع إلى قناعة مفادها أن الثقافة العربية لم تنجح بعد في تدجين السؤال، وما زالت تتعامل معه على أنه مخلوق خطر يفضل اجتنابه.
لذلك يحاول المؤلف في هذا الكتاب من جهة أولى حثّ العاملين في الميدان التربوي على طرح أسئلة لم يتعود معظمهم على سماعها أو طرحها؛ ومن وجهة ثانية، تشجيع المفكرين التربويين على طرح أسئلة حول القضايا والكيانات التي كانت وما زالت محمية بسور من الأحكام المسبقة، الممزوجة ببديهيات مصطنعة ومسلمات مفبركة للسائلين بدون الإعلان عن منع الأسئلة.نبذة الناشر:لقد اختُزِلت علوم التربية إلى البيداغوجيا بشكلها الأبسط، أي إلى وصفات جاهزة في طرائق التدريس بعد أن جُمّدت فلسفة التربية في ثلاّجات التاريخ، وتحلّلت السياسات التربوية إلى تسويات اجتماعية، وحُنّطت أهداف التربية في نواويس الوزارات-المتاحف، فتحوّلت إلى مومياءات تشهد على حضارات الماضي، وتسخر من ضحالة أهل الحاضر. وفي واقع الأمر، اعتادت الأنظمة التربوية العربية أن تتعامل مع الفلسفة التربوية على أنها أُحفور (Fossil) يُحفظ في واجهات زجاجية، ولا يصلح إلا لتزيين الوثائق الرسمية التي تُجلَّد تجليداً فخماً، وتُرسل إلى المنظمات الدولية خارج حدود البلد...
تتميّز الثقافة العربية بطابعها الغيبي حيث يقوم قسم كبير من عناصرها على الإيمان. وغالباً ما يطوّر البناء الذهني المؤسَّس على الإيمان حساسيّة واضحة تجاه كل ما يمكن أن يثير الشك، ويعيد النظر بما يعتبر حقيقة لا لبس فيها ولا تراجع عن صحتها. وهذا ما يفسّر إلى حدّ بعيد شيوع الأسئلة المعروفة والإجابة في الثقافة العربية، وندرة الأسئلة التي لا إجابة عنها معروفة أو متّفق عليها. ولكن، وبشكل قد يبدو متناقضاً، يفقد السؤال طبيعته وتبطل صفته الاستفسارية لحظة العثور على جواب محدّد وواضح عنه. أي أن السؤال الذي نعرف جوابه لا يمكن أن يشكّل قضية جدلية تدفع إلى التفكير في حلّ ممكن لها، بل مثيراً يستدعي استجابةً ميكانيكية.
يفقد السؤال قيمته وأهميّته بقدر ما يتيسّر الجواب عنه، بقدر ما يكون جوابه معروفاً، في لحظة العثور على جواب عنه. إقرأ المزيد