تاريخ إفريقيا العام - إفريقيا من القرن الثاني عشر إلى القرن السادس عشر ج4
(0)    
المرتبة: 32,960
تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
نبذة نيل وفرات:لقد ظلت الأساطير والآراء المسبقة بمختلف صورها تخفي عن العالم لزمن طويل التاريخ الحقيقي لإفريقيا. فقد اعتبرت المجتمعات الإفريقية لا يمكن أن يكون لها تاريخ وإذا كان من الممكن أن تعتبر الإلياذة والأوديسا بحق مصادر أساسية لتاريخ اليونان القديمة. فإن ذلك كان يقابله إنكار كل قيمة للتراث الإفريقي المنقول. ...وقد اقتصر الاهتمام عند الكتابة تاريخ جزء كبير من أفريقيا على مصادر خارجة عن إفريقيا، فانتهى ذلك إلى رؤيا لا تكشف عن المسار المرجح لشعور إفريقيا عبر تاريخها، بل تعبر عن رأي البعض في الطريق الذي لا بد وأن يكون هذا المسار قد سلكه.
ونظراً لأن "العصر الوسيط" الأوروبي هو الذي كان يتخذ في الغالب منطلقاً للدراسة ونقطة للإحالة، فإن أساليب الإنتاج والعلاقات الاجتماعية والنظم والمؤسسات السياسية في إفريقيا لم تكن تدرس إلا من منطلق المقارنة مع ماضي أوروبا. وقد كان ذلك في الواقع رفضاً للاعتراف بأن الإفريقي مبدع لثقافات أصيلة ازدهرت واستمرت تسلك عبر القرون مسالك خاصة بها، لا يستطيع المؤرخ أن يدركها إلا إذا تخلى عن بعض آرائه المسبقة.
كذلك يبدو أن القارة الإفريقية لم تعتبر قط كياناً تاريخياً له ذاتيته المتميزة، وإنما نصب التأكيد على كل ما من شأنه أن يعزز الرأي القائل بوجود انفصام منذ الأزل بين "إفريقيا بيضاء" و"إفريقيا سوداء" تجهل كل منها الأخرى.
حقيقة إن تاريخ إفريقيا شمالي الصحراء كان أكثر ارتباطاً بتاريخ حوض البحر المتوسط من تاريخ إفريقيا جنوبي الصحراء، ولكن من المعترف به الآن على نطاق واسع أن حضارات القارة الإفريقية-عبر لغاتها وثقافاته المتنوعة-تشكل بدرجات مختلفة الروافد التاريخية لمجموعة من الشعوب والمجتمعات التي ترتبط بينها روابط عريقة.
ومن هنا كانت أهمية "التاريخ العام لإفريقيا"، الذي تبدأ اليونسكو إصداره في ثمانية مجلدات. ولقد راعى الاختصاصيون الذين تولوا وضع هذا المصنف أن يرسوا أولاً أسسه النظرية والمنهجية، ومن ثم حرصوا على أن يعيدوا النظر في التبسيطات المخلة التي نتجت عن تصور خطى ضيق للتاريخ العالمي، وعلى أن يبرزوا من جديد حقيقة الأحداث التي وقعت كلما كان ذلك ضرورياً. وجدوا في استخلاص المعطيات التاريخية التي تيسر تقصي تطور مختلف الشعوب الإفريقية بما لها من خصوصية اجتماعية ثقافية.
ويتناول هذا المجلد "إفريقيا من القرن الثاني عشر إلى القرن السادس عشر" حقبة طويلة من تاريخ القارة الإفريقية جرى تقسيمها إلى سبع وعشرين فصلاً جاءت مرتبة على النحو التالي: الفصل الأول: يحتوي على مقدمة عامة، الفصل الثاني: توحيد المغرب في عهد الموحدين، الفصل الثالث: إشعاع الحضارة المغربية وتأثيرها على الحضارة الغربية، الفصل الرابع: تفكك وحدة المغرب السياسية، الفصل الخامس: المجتمع في المغرب بعد زوال الموحدين، الفصل السادس: مالي والتوسع الثاني للماندانغ، الفصل السابع: تدهور امبراطورية "مالي"، الثامن: ال،
الفصل التاسع: شعوب وممالك منعطف النيجر وحوض الفولتا من القرن الثاني عشر إلى القرن السادس عشر، الفصل العاشر: ممالك تشاد وشعوبها، الفصل الحادي عشر: الهوسا وجيرانهم بالسودان الأوسط، الفصل الثاني عشر: الشعوب الساحلية من الكازامنس إلى بحيرات ساحل العاج، الفصل الثالث عشر: من البحيرات العاجية إلى نهر الفولتا، الفصل الرابع عشر: من نهر الفولتا إلى الكامرون، الفصل الخامس عشر: مصر في العالم الإسلامي، الفصل السادس عشر: أمنوبة من نهاية القرن الثاني عشر حتى فتح الفونج في بداية القرن السادس عشر، الفصل السابع عشر: القرن الإفريقي، الفصل الثامن عشر: تطور الحضارة السواحلية، الفصل التاسع عشر: بين الساحر والبحيرات الكبرى، الفصل العشرون: منطقة البحيرات، الفصل الحادي والعشرون: أحواض الذمبيزي والليمبوبو، الفصل الثاني والعشرون: إفريقيا الاستوائية وأنغولا، الفصل الثالث والعشرون: جنوب القارة الإفريقية الشعوب والتشكيلات الاجتماعية، الفصل الرابع والعشرون: مدغشقر والجزر المجاورة، الفصل الخامس والعشرون: العلاقات بين مختلف المناطق، الفصل السادس والعشرون: إفريقيا من خلال العلاقات بين القارات. وقد ألحق المؤلف كتابه بخاتمة عامة تضمنت خلاصة ما تطرق إليه الكتاب من الموضوعات. إقرأ المزيد