المعجم في أصحاب القاضي الصدفي
(0)    
المرتبة: 170,548
تاريخ النشر: 01/01/1989
الناشر: دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:القاضي الصدفي، من أُلِّف حوله هذا الكتاب، هو أبو علي حسين بن محمد ابن منيرة بن سكّرة، شهر بإبن الدراج، كما ذكر ابن الأبار في تقديمه لهذا الكتاب، وقيل الصدفي نسبة إلى صدف، تلك القربة التي هي على خمسة فراسخ من القيروان، والمراجع كلها لا تعرف له زمن ولادة، ...كما لا تعرف مكان ولادة، وكل ما تقول عنه أنه من أهل سرقسطة، ويبدو أنه عاش بسرقسطة حياته الأولى، أي في سرقسطة، روى عن جمله جملة من الشيوخ.
ومن سرقسطة انتقل إلى مرسية التي اتخذها مقاماً له، يرحل ما يرحل ثم يعود إليها، حيث غاب عن الأندلس بالمشرق نحواً من سنين عشر، سمع فيها من شيوخ كثيرين، ولقد أفرد القاضي عياض كتاباً في عدة أجزاء ذكر فيها شيوخه، ولعل تاريخ من الأندلس إلى المشرق، وهو الأول من محرم سنة (481هـ) يكاد يلقي ضوءاً على مولد أبي علي ومن المرجع أن يكون بين (455هـ) أو (450هـ)، أما وفاته فكانت سنة (514هـ) هذا يعني أن الصدفي لم يعمر طويلاً.
حين استقر الصدفي في مرسيه بعد تحصيله الطويل الذي أمضى فيه نحواً من أربعين سنة، جلس بجامع مرسية يحدث الناس الذين كانوا يرحلون إليه من هنا ومن هناك يسمعون منه ويقرأون عليه، هذا وما كانت رحلة الناس إليه إلا لعلم ذاع عنه بالحديث وطرائقه، ومعرفه بعلله، وأسماء رجاله، ونقلته، فلقد كان أبو علي عالماً بهذا كله حق العلم، هذا إلى بصر بالمعدلين من رجال الحديث والمجرحين.
وإلى ذلك، كان الصدفي حسن الخط رجيد الضبط، من أجل هذا كتب بخطه علماً كثيراً وقيده، وأكثر ما كتبه وقيده من ذلك مصنفات في الحديث، إذ كان حافظاً لمتونها، وأساليبها، ورواتها؛ وقد كتب في ذلك 1-صحيح البخاري، في سفر، 2-صحيح مسلم، في سفر، ويقال أنه كان قائماً على الكتابين مع مصنف أبي عيسى الترمذي.
وقد شُهر أبو علي بموطنه مرسية بالفضل، والدين، والتواضع والحلم والوقار والعمل بما يعلم، ولعل هذه كلها التي حفزت أولي الأمر أن يطلبوا إليه أن يلي القضاء بمرسية، إلا أنه استعفى فأعفي، والتفت إلى ما كان له قبل أن يلي القضاء إلى نشر العلم وبثه.
وأما مؤلف هذا الكتاب فهو الفقيه المحدث، الضابط الناقد أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي، الذي اشتهر بابن الأبار، وأما عن هذا الكتاب، فهو يقول في مقدمته: "فهؤلاء الرواة عن القاضي أبي علي بن سُكَّرة الصدفي السَّرَقسطي، ويعرف بابن الدراج، سموت إلى جمع أسمائهم، وأبيات من سكانهم بما أمكن ذكره من أسمائهم، مباهياً بهم وبعصرهم، ومناغياً أبا الفضل بن عياض في جمع شيوخه وحصرهم...". والمفيد بأن ابن الأبار قد ألف معجمه هذا على نسق في معجمه الذي أفرده لشيوخ الصدفي.
ويعدّ الكتاب من المراجع المهمة في تاريخ علماء الأندلس ورواتهم ومحديثهم الذي اعتمد فيه مؤلفه على التسلسل الأبجدي في الأسماء ثم بحسب التسلسل الزمني لتاريخ الوفاة، وكتابنا هذا هو الجماد السادس عشر في سلسلة المكتبة الأندلسية. إقرأ المزيد