الإنسان والقرآن وجهاً لوجه، التفاسير القرآنية المعاصرة، قراءة في المنهج
(0)    
المرتبة: 16,398
تاريخ النشر: 01/10/2000
الناشر: دار الفكر المعاصر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:مما يمتاز به الفكر العربي الحديث في مجالي التأليف والنشر وفرة الإنتاج التفسيري للنص القرآني أو المعتمد عليه لمعالجة بعض القضايا النظرية أو المسائل الاجتماعية ففي ظرف قرن ونصف ظهر في البلاد العربية ما يزيد عن مئة مؤلف فضلاً عن المقالات التحليلية والدراسات الموضعية. إلى جانب هذه الوفرة العددية ...يلاحظ أن العناية بالتفسير وإن لم تفتر طيلة العصر الحديث فإن وتيرة صدورها يظل أمراً لافتاً للنظر. السمة الأساسية لهذه الوتيرة هي أنها مع استقرار نسبيّ تعرف فترات تسارع كبير وغزارة غير معهودة. فترات الذروة هذه تبدو متزامنة أو تالية لأزمات مجتمعية ومؤسساتية بالغة الحدّة، إثر ذلك تعود الوتيرة إلى وضع الاستقرار في انتظار حوار تصاعد جديد.
هذه الخصوصية تجعل اشتداد الاهتمام بالقرآن تفسيراً ودراسة مرتبطاً بما يعتري المجتمعات العربية من اهتزازات وتساؤلات كبرى وبالإضافة إلى تلك الملاحظات هناك ملاحظة متعلقة بالتفاسير القرآنية تتصل بالمؤلفين الذين يقومون على إنتاج هذه الأعمال، وما يشدّ الانتباه أن نسبة عالية من هؤلاء ليسوا من خريجي المعاهد الشرعية، أو كليات أصول الدين، وليسوا من أصحاب الخطط الرسمية الدينية.
لقد ظلّ هؤلاء ينتجون، لكن التفسير لم يعد حكراً عليهم فإلى جانب شيوخ الأزهر ورجال الإفتاء والمعترف بمكانتهم العلمية الشرعية ظهر مختصون في الطب والهندسة وعلوم التربية واللسانيّات، ممن لا يتردد في تأليف التفاسير أو الدراسات القرآنية، أشهر أمثلة هذا النوع نذكر (تفسير الجواهر) لطنطاوي جوهري، و(في ظلال القرآن) للسيّد قطب، و(مفهوم النص) لنصر حامد أبو زيد هذه الملاحظات تؤكد في جملتها أن النص القرآني احتفظ بمكانة مرجعية في المنظومة الثقافية العربية على الرغم من طبيعة التحولات التي عرفتها المجتمعات في علاقتها بالمقدس طيلة الفترة الحديثة. أكثر من ذلك، فانضمام نوع جديد من الدارسين إلى (أهل الذكر) قصد تقديم قراءة مختلفة للنص المقدس يؤكد أن مرجعية القرآن تدعمت من جرّاء اهتمامات معرفية حديثة. لذلك ازدادت أهمية الدراسات القرآنية وازداد الإقبال عليها على الرغم من اختلاف مناهج البحث وغاياته.
أبرز مثال على ذلك دراسة محمد شحرور عن القرآن التي تحولت إلى ظاهرة ثقافية تحمل أكثر من دلالة. من جهة أخرى فإن تحليل حركة الإنتاج التفسيري وما تعرفه من فترات أوج وأخرى للتراجع يطرح أمام الباحث في هذا الكتاب تساؤلات عن مدى تطور الفكر العربي في هذا المجال، ومدى حسمه في القضايا الموصولة بعلاقة المسلم بالنص المؤسس لحضارته وفكره، وما يحاول الإجابة عليه في بحثه هذا يأخذ بعين الاعتبار الملاحظات السابقة، فيستعرض أهم ما ينبغي أن نعرفه عن المفسرين في العصر الحديث، عن إنتاجهم وخصوصياته المعرفية والمنهجية لكن الأهم في كل هذا هو سعي الباحث إلى معرفة مدى تغير مكانة الإنسان وطبيعة الوعي الذي يراد منه.
ذلك أن هذه التفاسير والدراسات القرآنية تجلي، في مستواها المنهجي نظرتها للإنسان، الذي يستبطنه هذا الوعي حين يتعامل مع النص القرآني، وطبيعة القيم والمبادئ التي يريد أن يظهر بها العالم. وعناية الباحث بهذه التفاسير في كلمة ترجع إلى حرصه على أن نعرف ماذا فعلت الحداثة بالوعي العربي في علاقته بالمقدس والنص المؤسس.نبذة الناشر:يتناول هذا الكتاب أهم ما ينبعي أن نعرفه عن المفسرين في العصر الحديث، نتائجهم وخصوصياته المعرفية والمنهجية، لكن الأهم من كل هذا هو سعي المؤلف إلى معرفة مدى تغير مكانة الإنسان وطبيعة الوعي الذي يراد منه ذلك أن هذه التفاسير والدراسات القرآنية تجلّي في مستواها المنهجي نظرتها للإنسان الذي يستبطنه هذا الوعي حين يتعامل مع النص القرآني وطبيعة القيم والمبادئ التي يريد أن يظهر بها العالم.
إن المؤلف يريد أن يعرف ماذا فعلت الحداثة بالوعي العربي في علاقته بالمقدّس والنص المؤسس. إقرأ المزيد