تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: دار الآداب
نبذة نيل وفرات:تتابع الدكتورة رنا قباني في هذا الكتاب حديثها الذي بدأته في كتابها "أساطير أوروبا عن الشرق-لفق تسد" الذي صورت فيه الرؤية العربية المشوهة للعرب والإسلام والتي كان أساسها في القرون الماضية التلفيق، والتجني، والافتراء أما الذي دفع الكاتبة غلى وضع كتابها الجديد "رسالة إلى الغرب" فهو ما رأته في ...هذا الغرب، الذي تعيش فيه، من إمعان من ذلك التشويه ومن تحين للفرص كي يسدد الغرب نحونا سهامه الجاهزة الكثيرة ذات السم.
وكانت إحدى هذه الفرص قضية سلمان رشدي وآياته الشيطانية التي تذرع بها الغرب ليشن على العرب والمسلمين حملة مسعورة ظالمة بدعوى الدفاع عن الكاتب وكتابه، وعن الفكر الحر. ولكن الذي استبان حقاً هو أن عداوة الغرب للشرق لم تتم فصولاً، وإن سيوف الصليبية لا تزال مشهرة في وجوهنا مثلما كانت عليه من القرون الخوالي.
لقد حظي كتاب الدكتورة قباني باهتمام واسع في أرجاء أوروبا وأميركيا منذ أن نشر بالإنكليزية في لندن وترجم إلى عدد من اللغات الأوروبية الأخرى. وكان مرد هذا الاهتمام أن الكاتبة تحدثت بنبرة هادئة، سلسلة بعيدة عن التشنج والفوغانية، عن استمرار ذلك الصراع من خلال لمحات من سيرتها الذاتية، ومن منطلق أنها امرأة عربية مسلمة تعيش في الغرب، فروت لأهل الغرب تجربتها التي جعلتها منذ طفولتها الأولى تتغلب بين عالمين، وثقافتين، ومنهجين، من الحياة، وذلك كي تنقل إلى هؤلاء الغربيين صورة أمنية، وعفوية وحقيقية مغايرة لتلك التي تشبثت بخيالهم عن العرب والمسلمين منذ مئات السنين.
إن هذا الكتاب كتب في الأصل للقارئ الغربي لإطلاعه على ملامح إنسانية مضيئة من حياتنا لم يتح له أن يعرفها بفعل الجهل أو التجهيل. أما القارئ العربي فعلى بينة من أكثر ما سردته الكاتبة من تلك الملامح، "وحسب الكاتبة" إنها نبهت في هذا الكتاب إلى قطر ذوبان المسلم والعربي في المجتمعات الجديدة، وإنها حذرت من الانسلاخ عن الجذور ومن التنكر للتراث. وعلى هذا لم تتوخ الدكتورة قباني أبداً أن يكون كتابها كتاباً في الفقه أو التشريع، أو الأحكام الإسلامية، وإنما جعلته نابعاً من إيمان صاف بالمبادئ التي أنشئت عليها والتي أشارت إليها في معرض تناولها لتقولات الغرب وافتراءاته. إقرأ المزيد